مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال

ابن ناصر محله d. 1111 AH
199

مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال

مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال

ژانرها

عرفان

وأوصيت الأولاد وسائر المتولين والمتصرفين بتمييز أموال الفقراء مثل: الزكوات، والفطر، والكفارات عن أموال المصالح، وأن لا يصرفوا شيئا من أموال الفقراء فيمن لا يستحقه، ولا يصرفوا شيئا من الزكوات ونحوها في الهاشمي مثلا، وليجعلوا كل جنس في موضع منفرد حتى لا يخالطه شيء من الجنس الآخر، وتصرف الزكاة في مصارفها الثمانية، وكذلك الوصايا والأوقاف ونحوها، ويصرف كل شيء منها في مصارفه، وما كان للعلماء والمتعلمين كان صرفه فيهم دون غيرهم حسبما هو مذكور في بصائره وحسبما هو معروف من قصد الواقف والموصي وحسب الإمكان، والوقف الذي وقفناه يختار له وال أمين ليقوم به ويصلحه، ويصرف ما حصل من غلته في المصرف الذي عيناه حسبما هو مذكور في بصائر الوقف وأحكامه، ويكون في مخازن منفردة، ولا يخلط[49ب] بغيره.

وأوصيت إلى كل أحد من الأولاد، والقرابات، والإخوان، والمعارف، وفي سائر المسلمين كافة بأني أعلمهم بأني أستغفر الله من كل ذنب من فعل أو ترك أو اعتقاد، أو نية علمه مني أحد أم لم يعلمه إلا الله -سبحانه وتعالى- نادما على ما فرط مني، عازما على أن لا أعود إلى مثله بتوفيق الله وهدايته.

وأوصيت الأولاد أن يميزوا أولادلهم عن بيوت الأموال، ولا يتساهلون في ذلك، فما كان لهم ملكا خالصا كان الصرف عليه من الملك الخالص، وما كان لبيت المال كان الصرف عليه لبيت المال، وليبادروا بافتقاد ما تحت أيديهم وفي ذممهم من الأملاك والحقوق المستحقة لغيرهم، وليعطوا كل ذي حق حقه من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله، ولا يتساهلوا في أخذ شيء من أحد بسوط الحياء والرهبة، ولو على وجه الطلب له بالشر، فإن ذلك وما أشبهه محرم محرم محرم.

صفحه ۲۳۶