مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال
مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال
ژانرها
فقال: هذا عظم نبي من أنبياء الله ظفر به هؤلاء من بعض قبور الأنبياء وما كشف عن عظم نبي تحت السماء إلا هطلت بالمطر فاستحسنوا ذلك وامتحنوه فوجدوه كما قال، فرجع أبو محمد إلى داره ب(سر من رأى) وقد أزال عن الناس هذه الشبهة وقد سر المسلمون بذلك، ثم أخرج الخليفة من كان معه في السجن ولم يزل مكرما معظما حتى قضى نحبه عليه السلام.
انتهى المقصود مما ذكرناه في شمائل هؤلاء الأئمة من أولاد الحسين السبط عليهم السلام وعلمهم وورعهم وزهدهم في الدنيا وعدم وقوعهم فيما لا يقع فيه أحد من أئمة العترة الهادين من أولاد البطنين منذ أبيهم الوصي صلوات الله عليه إلى زماننا هذا من الأمور التي لا ينبغي نسبة شيء منها إلى أحد منهم، فإنهم أعظم الناس ورعا وزهدا في الدنيا، واحتراما لأموال المسلمين ودمائهم وأعراضهم، وهؤلاء الأئمة معدودون عندنا في جملة الأئمة الهادين الآتي ذكرهم إن شاء الله، ولسنا نقول بعصمة كل فرد [29أ] منهم كما تقوله (الإمامية) فيهم، وأبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني عليه السلام في سائر الأئمة، بل العصمة ثابتة لجماعتهم كما حققنا أدلته في الأصول ولا نقول أيضا: إنه يشترط في الإمام أن يولد عالما كما تقوله (الإمامية) أيضا لعدم ثبوت ذلك للأنبياء صلوات الله عليهم فكيف بغيرهم قال تعالى: ?ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان?[الشورى:52]، ولا نقول بشيء مما اختص (الإمامية) بمقالته من قصر الإمامة على هؤلاء الأئمة الاثنى عشر، بل من جمع شروطها الخلقية والاكتسابية من أولاد البطنين وقام ودعا قائما بأعباء الخلافة على الشرط المعتبر في الأئمة، فهو إمام حق وقائم صدق يجب القيام بدعوته والإهراع إليها ونصرته في الدين وإعانته على القيام بأمر الله وحفظ الأمة ودرء المفاسد عنها وإمضاء أحكام الشريعة المطهرة فيها والله الموفق.
صفحه ۱۵۴