وللمؤلف صبر طويل على توفيق هذه العلامات وأشباهها يستخرج منها الطالع بعد الطالع، والنبوءة إلى جانب النبوءة، مما يغني المثل عليه عن استقصاء جميع موافقاته وعلاماته.
وكذلك صنع بكتب زرادشت التي اشتهرت باسم الكتب المجوسية، فاستخرج من كتاب زند أفستا
Zend Avesta
نبوءة عن رسول يوصف بأنه رحمة للعالمين «سوشيانت»
Soeshyant ، ويتصدى له عدو يسمى بالفارسية القديمة أبا لهب
Angra Mainyu ، ويدعو إلى إله واحد لم يكن له كفئا أحد (هيج جيز باونمار)، وليس له أول ولا آخر، ولا ضريع ولا قريع، ولا صاحب، ولا أب، ولا أم، ولا صاحبة ولا ولد، ولا ابن، ولا مسكن ولا جسد، ولا شكل ولا لون ولا رائحة:
جز آخاز وانجام وانباز ودشمن ومانند ويار وبدر ومادر وزن وفرزند وحاى سوى وتن آسا وتنانى ورنك وبوى است.
وهذه هي جملة الصفات التي يوصف بها الله سبحانه في الإسلام: أحد، صمد، ليس كمثله شيء، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، ولم يتخذ صاحبة ولا ولدا.
ويشفع ذلك بمقتبسات كثيرة من كتب الزرادشتية تنبئ عن دعوة الحق التي يجيء بها النبي الموعود، وفيها إشارة إلى البادية العربية، ويترجم نبذة منها إلى اللغة الإنجليزية معناها بغير تصرف: «أن أمة زرادشت حين ينبذون دينهم يتضعضعون، وينهض رجل في بلاد العرب يهزم أتباعه فارس، ويخضع الفرس المتكبرين، وبعد عبادة النار في هياكلهم يولون وجوههم نحو كعبة إبراهيم التي تطهرت من الأصنام، ويومئذ يصبحون وهم أتباع للنبي رحمة للعالمين، وسادة لفارس ومديان وطوس وبلخ، وهي الأماكن المقدسة للزرادشتيين ومن جاورهم، وأن نبيهم ليكونن فصيحا يتحدث بالمعجزات.»
1
صفحه نامشخص