[(53) الحسن بن سعيد العنسي ]

(11041165ه/ 1691 1752م)

الفقيه العلامة العامل، المحقق الورع الفاضل: الحسن بن سعيد بن عبد الله العنسي -رحمه الله تعالى- [27أ-ب] .

كان مفتي أوانه، وأحد عيون أهل زمانه؛ قرأ على والده في جميع فنونه، ولم يقرأ على غيره، وعكف في القراءة عليه حتى صار في تلاميذه المشار إليه؛ وأفتى ودرس بعد وفاة والده؛ وكان سيدنا العلامة/ الحسن بن أحمد الشبيبي/ -رحمه الله- يتعجب [42ب-أ] من تحقيقه في أجوبة الأسئلة؛ ولاشك أن الكمال موزع بين البشر ومطلق الكمال لخالق القوى والقدر.

- وأما عبارته فترتقص لها الأذهان، وتنبئ عن الصادح والألحان؛ وكان السيد العلامة ينبوع العلم الفوار/ إسحاق بن يوسف/ يصفه بالمعرفة بالعربية، وحسن الخط؛ كأنما طبع بالطابع لأنه عرفه أيام سكونه في ذمار المرة الأولى لا الأخرى؛ فقد كان توفى -(ومن شهد له خزيمة فهو حسبه)-.

وأخبرني حفيده: حسين بن سعيد العنسي أنه سمع من السيد العلامة/ محمد بن يحيى الكبسي/-رحمه الله- أن والده كان يكثر الثناء على صاحب الترجمة، فإن كلامه في فتاويه يلحق بكلام المذاكرين لجودة معرفته وحسن عبارته؛ ولم يزل عاكفا على الطاعة، مواضبا على الجماعة، قائما بوظيفتي الفتيا والتدريس، مشغولا بهما عن النديم والجليس، مع قناعة عن الدنيا، وكفاف في العيش، وخمول عن <<العلو>> فلا يسأل: أركب الأمير أم سار الجيش؟!.

ولادته في شهر رمضان سنة أربع ومائة وألف؛ ووفاته في شهر رجب سنة خمس وستين ومائة وألف.

صفحه ۱۹۷