مشارق أنوار العقول

Nooruddin Al-Salmi d. 1332 AH
242

مشارق أنوار العقول

مشارق أنوار العقول

ژانرها

( ومنها) أيضا المزمار (ومنها) أيضا ضرب الطنبور (ومنها) أيضا آلات اللهو (قوله ومثل اللعب) المراد باللعب الغير المقرون باللعن كلعب الشطرنج ونحوه وغير المقرون بالإباحة كملاعبة الرجل عرسه وفرسه ورميه قوسه.

(قوله ومن أصر لصغير) أي على صغير الخ هذا بيان حكم الصغائر (اعلم) أن للصغائر حكمين.

(أحدهما) أنها مغفورة بفعل الحسنات بشرط اجتناب الكبائر قال تعالى ((إن الحسنات يذهبن السيئات))([8]) وقال تعالى ((إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم))([9]) والمراد بالسيئات هنا الصغائر وقال تعالى ((والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم إن ربك واسع المغفرة))([10]) والمراد باللمم الصغائر من الذنوب (والحكم الثاني): أن الإصرار عليها كبيرة قال تعالى ((ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون))([11]) فمدحهم بعدم الإصرار على المعصية وفي مدحه تعالى بعدم الإصرار ذم للإصرار وما ذمه الله تعالى فهو كبير.

(بيانه) أنه تعالى لا يذم شيئا وهو يرضاه لعباده وقد قال تعالى ((ولا يرضى لعباده الكفر))([12]) فاستنتج من الآيتين أن الإصرار كفر نعمة وفي هذا الاستدلال ما لا يخفى فينبغي التعويل على صريح ما يأتي من أحاديث لشهرتها وتلقي الناس لها بالقبول قال صلى الله عليه وسلم ((الإصرار على الصغائر كبيرة)) وقال ((هلك المصرون قدما إلى النار))([13]) (قوله فكمن أتى الكبير) أي في حكم الولاية والبراءة في أحكام الآخرة ويبحث فيه الإصرار على الصغيرة كبيرة وفاعل الإصرار فاعل الكبيرة، فيلزم المصنف تشبيه الشيء بنفسه، ويجاب بأن في كلام المصنف بيان أن فاعل الإصرار آت لكبيرة لكن لما كان كون الإصرار على الصغيرة كبيرة يخفى على كثير من العوام فيعتقدون الإصرار عليها بجهلهم صغيرة أيضا خاطبهم بما وقع في أذهانهم فشبه لهم المصر بفاعل الكبيرة هذا ما اقتضاه الحال ومقتضى الحال مراعى في البلاغة.

صفحه ۲۵۲