مشارق أنوار العقول

Nooruddin Al-Salmi d. 1332 AH
240

مشارق أنوار العقول

مشارق أنوار العقول

ژانرها

( قوله الذنب قسمان) المراد بالذنب ما يشمل الإثم والزلة ونحوهما ولذا صح له تقسيمه إلى صغير وكبير (قوله كبير) أي القسم الأول كبير (قوله وجبا حد به) أي الكبير ما وجب بسببه حد في الدنيا على فاعله كالسرقة فإنها موجبة للقطع وكشرب الخمر فإنه موجب للجلد (قوله منه غضبا) أي ومن الكبيرة ما ذكره الله تعالى مقرونا بالغضب (قوله فأوجب اللعن) عليه مرتب على قوله والباري منه غضبا والمراد بغضب الله تعالى عقوبته وبلعنه الطرد عن رحمته (قوله أو سخط) معطوف على غضب والسخط والغضب من الله بمعنى (قوله أو قبح الرسول) بضم اللام فاعل قبح أي ومن الكبير ما قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم ((قبح الله فاعل كذا)) وحاصل ما ذكره أن الكبير من الذنوب هو ما ثبت فيه حد في الدنيا أو عذاب في الآخرة (قوله من به سقط) أي من وقع فيه.

(وعكسه الصغير مثل الكذب=

إن خف والرقص ومثل اللعب)

(ومن أصر لصغير فكمن=

أتى الكبير في الكتاب والسنن)

(قوله وعكسه الصغير) أي عكس الكبير من الذنوب هو الصغير والمراد بالعكس هنا مطلق المخالفة أي ما عدا الكبير من الذنوب فهو صغير بناء على المذهب المشرقي أن الصغائر موجودة في الخارج وأنها معلومة للعلماء وهو مذهب النكار وجمهور قومنا وذهب أصحابنا من أهل المغرب وبعض أهل المشرق إلى أنها موجودة لكنها غير معينة إذ ليس في تعيينها حكمة لأنها لو عينت وهي مغفورة كان تعيينها إغراء بارتكابها والغرض أنها حرام منهي عنها فيناقض تعيينها النهي عنها.

(قلنا): غفرانها موقوف على اجتناب الكبائر ولا يدري المرء أنه يموت على كبيرة أم لا فليس في تعيينها إغراء وفي قول ثالث ونسب إلى ابن عباس رضي الله عنه أن الصغائر لا وجود لها في الخارج أخذا من قوله كل معصية يعصى بها الله فهي كبيرة إذ ليس النظر إلى المعصية وإنما النظر إلى من يعصى.

صفحه ۲۵۰