============================================================
يينة من ماء عذبة، فقال: لو اعتزلت الناس، فأقمت في هذا الشعب؟ ولن اافاعل حتى أستأذن رسول الله ة، فذكر ذلك لرسول الله لة، فقال: "لا تفعل، الافإن مقام أحدكم في سبيل الله، أفضل من صلاته في بيته سبعين عاما، ألا تحبون اان يغفر الله لكم، ويدخلكم الجنة؟ اغزوا في سبيل الله، من قاتل في سبيل الله افاواق ناقة وجبت له الجنة"(1).
الاوفي هذا الحديث الآخر نص صريح على بطلان ما يزعمونه من الجهاد الأكبر، لأن هذا الصحابي طلب من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أن الا اذن له في اعتزال الناس ليجاهد نفسه، فمنعه وأرشده إلى ما هو أفضل منه ابكثي، ثم في هذا الحديث نقطة مهمة، ينبغي الانتباه لها، وهي: أن المجاهد في الا بيل الله من المبشرين بالجنة، سواء قتل أم لم يقتل، لعموم قوله صلى الله عليه الاواله وسلم: "من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة".
ل"افواق الناقة" - بضم الفاء وفتحها- الزمان الذي بين الحلبتين أو رجوع اللبن في ضرعها بعد الحلب(2).
الا بهذا تعلم بطلان معنى هذا الحديث، كما بطل سنده، فلله الحمد الذي لا إله غيره، وقبل أن أضع القلم، أود أن أقول: هذه فكرة صوفية بحتة، اصلها من أعداء الإسلام اتركوها وارموها وراء ظهوركم، وعودوا إلى نصيحة اايكم صلى الله عليه واله وسلم: "إن الجهاد لا يعدله شيء، وفيه ما يغنيكم عن الأفكار المستوردة من قبل عدوكم الماكر الذي يتربص بكم الدوائر، عليهم دائرة السوء: الا يبغي أن لا يضاف في الكتب المخصصة لموضوع الجهاد، مايسمى "الجهاد الأكبر" أو جهاد النفس ، كما فعله المعاصرون تأثرا بهذا الحديث الوضوع.
الاوأرجو أن لا يتوهم متوهم، أني أنكر مجاهدة النفس، أو لا أعطي له القيمة على الأقل، كلا بل أريد أن يكون هذا الموضوع خاصا بالتشجيع إلى (1) صحيح، رواه الترمذي: 101/3 - 102.
(2) انظر: المصباح المنير، ص 484.
صفحه ۳۴