وفي كل قضية تعرض على العصبة تطبق أحكام هذه المادة والمادة 12 الخاصة بسلطة المجلس على سلطة هيئة العصبة، ومعلوم أن تقريرا تضعه الجمعية بموافقة مندوبي أعضاء العصبة الممثلين في المجلس وأكثرية أعضاء العصبة الآخرين - مع استثناء مندوبي الفريقين المتنازعين - يكون فعله كفعل تقرير يضعه المجلس ويوافق عليه بإجماع آراء أعضائه ما عدا مندوبي الدولتين المتنازعتين. (9) اتفاق سري بين إنجلترا وإيطاليا «في برقية بتاريخ 28 سبتمبر سنة 1935
2
من روما»: أن السنيور موسوليني صرح في حديث له مع مكاتب جريدة البتي جورنال الفرنسوية أنه وقع في عام 1925 مع سفير إنجلترا السير رونالد غرايهام عقدا يقضي بتقسيم الحبشة تقسيما فعليا.
وننشر فيما يلي نص مذكرة رفعها سفير بريطانيا في روما إلى الحكومة الإيطالية باسم حكومته فيها مقترحات مختلفة سياسية واقتصادية خاصة بموقف بريطانيا وإيطاليا في الحبشة، والمقترحات الاقتصادية هي الغالبة. وإليك نص المذكرة نقلا عن مجلة الشئون الدولية؛ وهي مجلة ربعية أمريكية عالية المقام:
لذلك لي الشرف بناء على تعليمات وزير خارجية جلالة الملك أن أطلب إلى سعادتكم تأييدكم ومساعدتكم في أديس أبابا قبل الحكومة الحبشية للحصول على امتيازكم لحكومة جلالته - الحكومة البريطانية - ببناء سد على بحيرة تانا مع حق بناء طريق للسيارات لنقل العمال والموظفين ومئونتهم من حدود السودان إلى السد.
يقابل ذلك أن حكومة جلالته مستعدة أن تؤيد الحكومة الإيطالية في الحصول من الحكومة الحبشية على امتياز ببناء سكة حديدية من حدود الأريتريا إلى حدود الصومال الإيطالية، ويكون من المفهوم بيننا أن سكة الحديد هذه وكل ما يلزم لها من الأعمال لبنائها وتسييرها يكون لها حق مطلق في اجتياز طريق السيارات التي أشير إليها في الفقرة السابقة.
فتحقيقا لهذين الغرضين يصبح من الضروري أن يبعث بتعليمات متماثلة لممثلي بريطانيا وإيطاليا في الحبشة؛ ليعملا مشتركين أمام الحكومة الحبشية للحصول على الامتيازات التي ترغب فيها حكومتا بريطانيا وإيطاليا في بحيرة تانا، وبناء سكة الحديد التي تصل الأريتريا بالصومال الإيطالي، ولكي يكون منح هذين الامتيازين في وقت واحد. فإذا فازت إحدى الحكومتين بامتيازها الخاص الذي تسعى إليه وأخفقت الأخرى يتعين على الحكومة التي فازت بما تطلب أن لا تتهاون في سعيها الحثيث لتحقيق ما تطلبه الحكومة الأخرى.
فإذا تم لحكومة جلالة الملك - بريطانيا - بمساعدة حكومة إيطاليا القيمة الحصول على الامتياز الخاص ببحيرة تانا من الحكومة الحبشية، فهي - أي حكومة بريطانيا - مستعدة أن تعترف بإنشاء منطقة نفوذ اقتصادي إيطالية في غرب الحبشة خاصة بها وفي كل المنطقة التي تجتازها سكة الحديد المذكورة آنفا، ثم إنها تتعهد بأن تؤيد طلب حكومة إيطاليا لامتيازات اقتصادية في تلك المنطقة أمام حكومة الحبشة. ا.ه.
وقد قبل السنيور موسوليني القواعد التي ذكرت في هذه الوثيقة الرسمية ولكن فرنسا عارضت فيها؛ لأن معاهدة 1906 الثلاثية تنص على منع أي اتفاق ثنائي خاص بالحبشة، ولما كان هذا الاتفاق أو مشروعه تم بين إيطاليا وبريطانيا من دون علم فرنسا، فقد عارضت فرنسا فيه وبوجه خاص لأنها لم تكن صديقة لإيطاليا حينئذ. (10) المفاوضات خارج العصبة «وفي برقية من لندن في 30 سبتمبر»: أن المكاتب الخاص في جنيف لجريدة الديلي هرالد علم أن الحكومة البريطانية لا توافق على ما تقدم به السنيور موسوليني في بيانه الذي أفضى به يوم السبت ودعاها إليه؛ وهو الدخول في مفاوضات مستقلة عن العصبة.
وقد أيدت جرائد الصباح الأخرى هذا الرأي، وصرحت بأن بريطانيا ستظل تؤيد العصبة ما بقيت أداة ناجعة وما دام الجميع يتحملون المخاطرة في سبيل السلم. (11) ما تقبله الحبشة للتسوية «وفي برقية من لندن في 23 سبتمبر»: ذكر النجاشي في حديث له مع مكاتب التيمس الامتيازات التي يمكن للحبشة أن تنزل عنها لإيطاليا؛ وهي تتفق مع مقترحات لجنة الخمسة التي قبلتها الحبشة مبدئيا، وتتلخص فيما يلي:
صفحه نامشخص