والحاصل في وجه الجمع بين هذا والأحاديث الواردة في ذهاب بياض الحجر الأسود.
أن لما أنزله الله من الجنة طمس نوره؛ لحديث ابن عمر رفعه: ((أن الركن والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة، طمس الله تعالى نورهما، ولو لم يطمس نورهما؛ لأضاء ما بين المشرق والمغرب)). رواه أحمد وغيره.
وقد ذكروا أن إضاءته كانت إلى حد الحرم، لما روي أن إبراهيم عليه السلام لما بنى البيت وجاء له جبريل بالحجر الأسود، فوضعه في موضعه هذا، فأنار من سائر الجهات؛ لأنه من ياقوت الجنة؛ فجعل الله الحرم إلى حيث انتهى ذلك النور.
ثم غير إلى لون المقام لما مسه من الرجس والذنوب.
ثم اشتد سواده بعد الحريق، حتى صار إلى ما هو عليه الآن.
فشدة سواده من الحريق؛ لأنه أصابه مرتين؛ في الجاهلية والإسلام.
فأما حريقه في الجاهلية:
فإنه ذهبت امرأة في زمن قريش تجمر الكعبة؛ فطارت شرارة في أستار الكعبة؛ فاحترقت الكعبة، واحترق الركن الأسود، وتوهنت الكعبة. وهذا هو الذي حمل قريشا على هدمها وبنائها.
صفحه ۳۸