233

============================================================

المساتا المشكلة ودللنا علي صحة قول الخليل فيه، على آنه جمع يراد به النسب على حد الأعحمين، والأشعرين(1) بتصحيح الواو التي هي لام، وأن ذلك إنما صح كما صح (عور) و(احتون(2) ونحو ذلك وهذا دليل بين علي صحة قول الخليل.

فأما ما أنشدناه أبو الحسن الأخفش (2) ليزيد بن الحكم(4) من قوله: تبدل خليلا بي كشكلك شكله وايي خليلا صالحا بك مقتوي(5) فإنه آنشدناه عن آحمد بن يحى: مقتوي، بضم الميم، وهكذا صحته، وحدثناه عن أحمد بن يجى أنه قال: المقتوي(1): من الخدمة، وهو عندنا كما قال.

وشرحه أنه: مفعلل، فالواو الصحيح في الكلمة لام الفعل، والياء منقلبة عن اللام الزائدة، وأصله واو، والدليل على ذلك أنه مثل: احمررت، فأما الواو فصحت، كما صحت في (ارعويت) ونحوه، إذ لا يجوز أن يتوالي في الكلمة إعلال لامين، ولا إعلال عين ولام، لم يوحد ذلك في شيء من الكلام إلا فيما حكم له بالقلة، وفي هذه القصيدة حروف آخر مثلها، وهو قوله: محجوي، ومدحوي، وهو من (حجا) و (دحا).

ويدلك أيضا على ما ذكرنا من أن (مقتوي) في البيت: مفعلل، وأن الميم ليس مفتوح، إما هي ميم (مفعلل)، تعدى إلى قوله: خليلا والمفتوحة الميم لا يتعدى إلي شيع، لأنه ليس باسم فاعل.

فإن قلت: آرأيت (مفعلل) نحو: مرعو، متعديا في موضع، فيجوز تعدي هذا قددنا وأوعدنا رويدا (1) قال سيبويه: وسألوا الخليل عن مقتوى ومقتوين، فقال: هذا منزلة الأشعري والأشعرين: انظر: الكتاب 103/2.

(2) انظر: الكتاب 361/2.

(3) هو أبو الحن علي بن سليمان الأخفش الصغير، توفي سنة 315ه.

(4) هو يزيد بن الحكم بن أبي العاص الثقفي من شعراء الدولة الأموية.

(5) هذا البيت من قصيدة يزيد بن الحكم، انظر: الخصائص 4/2 10.

() القتو: الخدمة، ويقال للخادم: مقتوى.

صفحه ۲۳۳