============================================================
المسائا المشكلة وكل شيء شاعت منعته، وما أحسب القائل: وأنك مهما تأمري القلب يفعل(1) أراد: وأنك اكففي ما تأمري القلب يفعل. ويؤكد قول الخليل في هذا، ما أنشده أبو زيد، وابن الأعرابي: مهما لي الليلة مهما ليه أودى بنعلي وسرباليه(2) فاستفهم بامهما) كما يستفهم برأين)، وغيره من الأسماء التي يجازى ها.
ومن ذلك (لما) التي يحزم ها في نحو: اولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم) [آل عمران: 142] . ونحو قوله: الما تعجبي وتري بطيطا من اللاتين في الحقب الخوالي(2) وإنما ذكرته في هذا القسم دون ما لا يلزم فيه (ما)، لأثه قد صار لها بدخول (ما) فيها نحو ليس ل(لم)، ألا ترى: أنك تقول: لما حيت حيت فتليها الماضي، ولا ثليه (لم)، ويكون ظرفا، فقد صار فيه ما ليس في (لم)، كما أن (لو) لما أضيفت إليه (لا) صار فيه معنى آخر.
فحعل (لما) على وجهين: أحدهما بمنزلة (لم)، كقوله: ألما تعجي، وما أشبهه. والآخر: أن يكون ظرفا، ويدخل على الماضي، لأن (لما) إذا لم يكن ظرفا لم يكن له نحو ليس لالم)، ألا ترى: أثه يقال: حيت ولما، فتحذف الفعل الذي لو ظهر لجزمته، ولا تفعل ذلك بالم)، فكأهم لما أدخلوا عليها (ما) لم يخرجوها عن أن تكون ك(لم)، واتسع فيها بأن حعلت ظرفا، وأن وليها الماضي.
قال سيبويه: (ما) في (لما) مغيرة لها عن حال (لم)، كما غيرت (لو) إذا قلت: (لوما)، ونحوها. ألا ترى: أنك تقول: لما، ولا ثتبعها شيئا، ولا تقول: ذلك في (لم) وقال أيضا: أما لما فهي للأمر الذي قد وقع لوقوع غيره وإيما تجيء منزلة (لو) فيما ذكرنا فإنما هما لابتداء وحواب، وكذلك (لولا) و (لوما) فهما لابتداء (1) البيت لامرى القيس وصدره: أغرك مني أن حبك قاتلي (2) البيت في توادر آبي ذيد ص62 نسبة إلى عمرو بن ملقط.
(3) البيت للكميت:
صفحه ۱۱۷