285

مسائل حلبیات

المسائل الحلبيات

ویرایشگر

د. حسن هنداوي، الأستاذ المشارك في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فرع القصيم

ناشر

دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع،دمشق - دار المنارة للطباعة والنشر والتوزيع

ویراست

الأولى

سال انتشار

١٤٠٧ هـ - ١٩٨٧ م.

محل انتشار

بيروت

ژانرها

فأما [ما] في التنزيل من قوله ﴿واليسع﴾ فقد تكون اللام فيه زائدة؛ لأن نحو "يزيد" و"يشكر" و"تغلب" إذا جعلت أعلامًا لم تدخلها اللام كما تدخل "الحارث". ومن قال ﴿الليسع﴾ أمكن أن يكون من باب "الحارث" لأنه على ألفاظ الصفة كـ "الضيغم" و"الجيدر"، وإن كان أعجميًا في هذا الوجه أيضًا فالأشبه أن تكون زائدة؛ لأن الأعجمية تلحق هذه اللام شيئًا منها. ومما يقوي زيادة هذه اللام أن أبا الحسن حكى أنهم يقولون "الخمسة العشر درهمًا".
فاعلم أن لام المعرفة لا تخلو من اربعة أضرب: أحدها أن تكون تعريفًا للجنس. الآخر: أن تكون تعريفًا للواحد من الجنس. والثالث: أن تكون تعريفًا للإشارة إلى حاضر. والرابع: أن تكون زائدة.
فأما كونها تعريفًا للجنس فكقولك "الملك أفضل من الإنسان" و"أهلك الناس الدينار والدرهم"، وفي التنزيل ﴿إن الإنسان خلق هلوعا﴾ ثم قال ﴿إلا المصلين﴾، فدل استثناء الجماعة منه على أن المراد به الكثرة والعموم لامتناع استثناء الجماعة من الواحد. وهذه الإشارة في أسماء الأجناس إنما هي إلى ما في عقول الناس وأفهامهم من معرفة الجنس، وليس على حد الإشارة إلى الواحد من الجنس الذي عرف حسًا كقولنا "الرجل"

1 / 289