مسألة
وقفت - أدام الله عزك - على ما ذكرته من استفصال محمد بين قولهم للعبد "رقبتك حُرٌّ" و"رأسك حُرٌّ" و"فرجك حُرٌّ" وبين قولهم "يدك حرٌُّ".
قالقول في ذلك إن "الرقبة" قد جرى لفظها في اللغة والعرف مجراها، فأجرى عليها حكمها، و"اليد" لم تجر مجراه في العرف ولا في اللغة، فأما إجزاؤهم "الرقبة" على ما ذكرته فظاهر واضح، وذلك أنه قد جاء في التنزيل: ﴿أو كسوتهم أو تحرير رقبةٍ﴾، وقال: ﴿فتحرير رقبةٍ من قبل أن يتماسا﴾، وقال: ﴿ومن قتل مؤمنًا خطأً فتحرير رقبةٍ مؤمنةٍ﴾، وقال: ﴿والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب﴾، والمعنى - والله أعلم- في تحرير الرقاب، أي: إعانتهم على أداء مكاتبتهم، أو: في فك الرقاب، كما قال في موضع آخر ﴿فك رقبةٍ﴾ أي: فكها من الرق. وجاء عن علي ﵁: "جناية العبد في الرقبة". وروي "احبس رقبتها". فكما أن "الرقبة"
1 / 23