أمروا (1) باتباعهم - من جمع الخلال التى عددناها دون غيره (2). وصح بذلك التمييز (2) بين المأمور بالاتباع والمدعو إلى اتباعه، ولم نجد أحدا كملت له هذه الخصال المذكورة في القرآن من أصحا ب النبي صلى الله عليه وآله سوى أمير المؤمنين عليه السلام (4) (8 و) بتواتر الاخبار ودلائل معاني القرآن. ألا ترى انه (5) أعظم من آمن بالله واليوم الآخر وأجلهم وأرفعهم قدرا، إذ كان أولهم إيمانا، وكان مشهودا له بالايمان بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين، وكان عليه السلام ممن آتى المال على حبه ذوى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل وفى الرقاب. وقد شهد بذلك له القرآن في قوله تعالى: " ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا " (6). وكان هو المعنى بذلك في هذه الآية على اتفاق العلماء (7) على بتأويل القرآن. وكان عليه السلام ممن أقام الصلاة وآتى الزكاة. وقد نطق القرآن بذلك فيه (8) على الخصوص والافراد، حيث يقول سبحانه: " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون " (9). فكانت هذه الآية على ما جاء به الثبت (10) في تفسير القران، وطابق اللفظ باللفظ في الاثنين " (11) معا على البيان، وكان عليه السلام من الموفين لله بالعهد، إذ لم يول الدبر في حرب قط ولا انهزم في مقام من المقامات عن الاعداء، ولاعصى نبى الله تعالى (12) في شئ،
---
(1) - رض " مل، مر، رض 2: أمر. (2) - في الاصل: غير، صححناها على باقى النسخ. (3) - رض، رض 2: التميز. (4) - مل: صلوات الله عليه. (5) - رض، مل، مر، رض 2: + من. (6) - سورة الانسان (76): 8. (7) - رض 2: وكان المعنى في هذه الآية علي باتفاق العلماء. (8) - حش، رض، مر، رض 2. فيه بذلك. (9) - سورة المائدة (5): 55. (10) - حش: السبب. مر، رض 2: الاثر. (11) - حش، رض، مل: الآيتين. رض 2: التلفظ اللفظ في الاثنين. (12) - رض 2: عليه وآله السلام.
--- [ 49 ]
صفحه ۴۸