[رابعا: حديث الرضاع]
[9] أخبرنا عبد الرزاق بن محمد عن أبيه، عن ابن إسحاق يرفعه بإسناده، عن عبد الله بن جعفر، قال: لما ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قدمت حليمة بنت [أبي ذويب- عبد الله بن] الحارث في نسوة من بني سعد بن بكر يلتمسن الرضاع بمكة.
قالت حليمة: فخرجت في أولئك النسوة على أتان لي قمراء، ومعي زوجي الحارث بن عبد العزى أحد بني سعد بن بكر، قد أرزمت أتاننا بالركب، ومعي شارف والله ماتبض بقطرة من لبن، «ونحن» في سنة شهباء، قد جاع الناس فيها حتى خلص النهم الجهد، ومعي ابن لي والله ما ينام ليلنا، ولا أجد في ثديي شيئا أعلله به، إلا أنا نرجوا الغيث، وكانت لنا غنم فنحن نرجوها، فلما قدمنا مكة ما بقي منا أحد إلا عرض عليها رسول الله فكرهناه وقلنا: إنه يتيم، وإنما يكرم الظئر، ويحسن الوالد، فقلنا: ما عسى أن تصنع لنا أمه أو عمه أو جده فكل صواحبي أخذت رضيعا، ولم أجد شيئا.
فقلت لصاحبي: إني والله آخذ هذا اليتيم من بني عبد المطلب فعسى الله أن ينفعنا به، ولا أرجع من بين صواحبي لا آخذ شيئا.
قال: أصبت، فأخذته.
قال ابن إسحاق في حديث غيره: فجاءني عبد المطلب بن هاشم يخطر في حلته، فقال: معاشر المراضع هل بقي منكن أحد «من الركب لم تأخذ رضيعا»؟
فقلت: أنا.
صفحه ۱۰۹