وفي روايات أخر (تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ما أنا عليه اليوم وأصحابي). والأمة مجمعة على صحة هذا الخبر، وكل فرقة من فرق الإسلام تتلقاه بالقبول، وتزعم أنها هي الناجية - فلما سمع ذلك منه صلى الله عليه وآله وسلم ضاق به المسلمون وضجوا بالبكاء وأقبلوا عليه وقالوا: يا رسول الله كيف لنا بعدك بطريق النجاة؟. وكيف لنا بمعرفة الفرقة الناجية ؟. حتى نعتمد عليها؟. فقال صلى الله عليه وآله وسلم: (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي، كتاب الله وعترتي أهل بيتي إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا بم تخلفوني فيهما).
وحديث التمسك هذا معلوم الصحة لتواتره برواية المخالف والموالف، وهذا الخبر ونحوه قد شهد لهم بالاستقامة إلى ورود الحوض يوم القيامة، ودل على أن العترة عليهم السلام متمسك كالكتاب حيث قرنهم به، وجعلهم حجة مثله، وإلا بطل معنى الاقتران، فكما أن الكتاب واجب الإتباع فكذلك هم، وأمننا الصادق مع ذلك من الضلال بشرط التمسك بهم، وذكرهم بلفظ (لن) وهي لنفي الأبد فلا خوف مع ذلك.
ومما رواه أئمتنا عليهم السلام وشيعتهم رضي الله عنهم عن علي عليه السلام أنه قال بعد ذكره افتراق اليهود والنصارى: (وافترقت هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كل فرقة على ثلاث وسبعين ملة، كل ملة ضالة مضلة إلا من أخذ بحجزتي وحجزة أهل بيت رسوله وكتابه وسنته واتباع الحبل الأكبر والحبل الأصغر).
صفحه ۲۸