لفضلت النساء على الرجال
فما التأنيث لاسم الشمس عيب
ولا التذكير فخر للهلال
والله يعرفك البركة في مطلعها، والسعادة بموقعها، فادرع اغتباطا، واستأنف نشاطا؛ فالدنيا مؤنثة: والناس يخدمونها، والذكور يعبدونها. والأرض مؤنثة: ومنها خلقت البرية، وفيها كثرت الذرية. والسماء مؤنثة: وقد زينت بالكواكب، وحليت بالنجوم الثواقب. والنفس مؤنثة: وهي قوام الأبدان، وملاك الحيوان. والحياة مؤنثة: ولولاها لم تتصرف الأجسام، ولا تحرك الأنام. والجنة مؤنثة: وبها وعد المتقون، وفيها تنعم المرسلون.
إلى آخر ما هنالك مما هو بالتعزية أشبه منه بالتهنئة. وأما التهنئة الصحيحة فإنما كانت تكون عندهم إذا توفيت الأنثى، وأقل ما كانوا يكتبونه في التهنئة بوفاتها قولهم: ستر العورات من الحسنات، ودفن البنات من المكرمات، وتقديم الحرم من النعم. وغير ذلك مما لا أستقصي في ذكره.
على أن بعض العرب كانوا في عكس من سبق، يحبون بناتهن ويبذلون في إكرامهن غاية جهدهم، دون أن يمنعهم ما كانوا يتقونه منهن من الفضيحة وثقل المئونة عن توفيتهن حقهن من العناية والتربية، بحيث كانوا يجزعون لأقل أذى يحل بهن. قال حطان بن المعلى:
لولا بنيات كزغب القطا
رددن من بعض إلى بعض
لكان لي مضطرب واسع
في الأرض ذات الطول والعرض
صفحه نامشخص