مقصد اصلی

Al-Ghazali d. 505 AH
99

مقصد اصلی

المقصد الأسنى في شرح معاني أسماء الله الحسنى

پژوهشگر

بسام عبد الوهاب الجابي

ناشر

الجفان والجابي

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٠٧ - ١٩٨٧

محل انتشار

قبرص

الْكَلِمَات وأمثالها تسمى حِكْمَة وصاحبها يُسمى حكيما الْوَدُود هُوَ الَّذِي يحب الْخَيْر لجَمِيع الْخلق فَيحسن إِلَيْهِم ويثني عَلَيْهِم وَهُوَ قريب من معنى الرَّحِيم لَكِن الرَّحْمَة إِضَافَة إِلَى مَرْحُوم والمرحوم هُوَ الْمُحْتَاج والمضطر وأفعال الرَّحِيم تستدعي مرحوما ضَعِيفا وأفعال الْوَدُود لَا تستدعي ذَلِك بل الإنعام على سَبِيل الِابْتِدَاء من نتائج الود وكما أَن معنى رَحمته ﷾ إِرَادَته الْخَيْر للمرحوم وكفايته لَهُ وَهُوَ منزه عَن رقة الرَّحْمَة فَكَذَلِك وده إِرَادَته الْكَرَامَة وَالنعْمَة وإحسانه وإنعامه وَهُوَ منزه عَن ميل الْمَوَدَّة وَالرَّحْمَة لَكِن الْمَوَدَّة وَالرَّحْمَة لَا ترَاد فِي حق المرحوم والمودود إِلَّا لثمرتهما وفائدتهما لَا للرقة والميل فالفائدة هِيَ لباب الرَّحْمَة والمودة وروحهما وَذَلِكَ هُوَ المتصور فِي حق الله ﷾ دون مَا هُوَ مُقَارن لَهما وَغير مَشْرُوط فِي الإفادة تَنْبِيه الْوَدُود من عباد الله من يُرِيد لخلق الله كل مَا يُريدهُ لنَفسِهِ وَأَعْلَى من ذَلِك من يؤثرهم على نَفسه كمن قَالَ مِنْهُم أُرِيد أَن أكون جِسْرًا على النَّار يعبر عَليّ الْخلق وَلَا يتأذون بهَا وَكَمَال ذَلِك أَن لَا يمنعهُ عَن الإيثار وَالْإِحْسَان الْغَضَب والحقد وَمَا ناله من الْأَذَى كَمَا قَالَ رَسُول الله ﷺ حَيْثُ كسرت رباعيته وأدمي وَجهه وَضرب اللَّهُمَّ اغْفِر لقومي فَإِنَّهُم لَا يعلمُونَ فَلم يمنعهُ سوء صنيعهم عَن إِرَادَته الْخَيْر لَهُم وكما أَمر ﷺ عليا ﵁ حَيْثُ

1 / 122