الرِّيَاء بالأديان فيرائي أهل الدّين وَالدُّنْيَا بأبدانهم وأقوالهم وأعمالهم وبزيهم فِي أبدانهم ولباسهم
فَأَما رِيَاء أهل الدّين بأبدانهم فيرائي العَبْد بالنحول واصفرار اللَّوْن ليوهم النَّاس أَنه شَدِيد الِاجْتِهَاد وَالْخَوْف والحزن وبضعف صَوته وغور عَيْنَيْهِ وذبول شَفَتَيْه إعلاما للنَّاس بذلك أَنه صَائِم
فالنحول دَلِيل على قلَّة الْغذَاء وَكَثْرَة الهموم وَالْأَحْزَان والاصفرار دَلِيل على قيام اللَّيْل وَغَلَبَة الهموم وَالْأَحْزَان وَلَيْسَ هَذَا رِيَاء على الْحَقِيقَة وَإِنَّمَا هُوَ تسميع بِلِسَان الْحَال لَا بِلِسَان الْمقَال
وَأما رِيَاء أهل الدُّنْيَا بالأبدان فبسمتها وحسنها وصفاء ألوانها
وَأما رِيَاء أهل الدّين بالزي واللباس فبشعث الرؤوس وَحلق الشَّوَارِب واستئصال الشّعْر أَو فرقه نَهَارا لكَونه مُتَابعًا للرسول ﷺ فِي زيه وَكَذَلِكَ غلظ الثِّيَاب وآثار السُّجُود وتشمير القمص وَقصر الأكمام وخصف النِّعَال وحذوها على زِيّ أهل الدّين
1 / 64