============================================================
مقالات البلخي قالوا: وتفرقت الخطابية أربع فرق: فمنهم من نصب رجلا من أهل الكوفة كان يبيع الحنطة يقال له: معمر الصفار، فعبدوه كما عبدوا أبا الخطاب، وزعموا أن الدنيا لا تفنى، وأن الجنة هي ما يصيب الناس من العافية والخير، وأن النار هي ما يصيب الناس من خلاف ذلك. وقالوا بالتناسخ، وأنهم لا يموتون، ولكن يرفعون بأبدانهم إلى السماء وتوضع للناس أجساد تشبه أجسادهم. واستحلوا الخمر والزنى وسائر المحرمات، ودانوا بترك الصلاق وهم يستون المعمرية، وأنا أظن هؤلاء اليعمونية، وأن يكون في المعمرية تصحيف، أو لعل التصحيف: اليعمونية.
وفرقة زعموا أن جعفر بن محمد هو الله، وأنه ليس بالذي يرى، ولكنه يشبه للناس بهذه الضورة، وزعموا أن كل ما أحدث في قلوبهم وحيي، وأن كل مؤمن يوحى إليه. وتأؤلوا قول الله: وما كان لنفين أن تموت إلا يإذن الله} [آل عمران: 145]؛ أي: بوحي الله. وقوله: وأوحى رتك إلى النحل} (النحل: 68]، و{ وإذ أوحيت إلى الحواريعن} (المائدة: 111).
وزعموا أن فيهم خيرا من جبرائيل وميكائيل ومحمد صلى الله عليهم، وزعموا أنه لا يموث منهم أحد، وأن أحدهم إذا بلغ عبادة رفع إلى الملكوت.
وادعوا معاينة مواتهم، وزعموا أنهم يرونهم غدوة وعشية.
ومنهم فرقة كذبوا هؤلاء في الموت، فزعموا أنهم يموتون، ولا يزال منهم خلفت في الأرض أئمة أنبياء، وعبدوا جعفرا كما عبده المتقدمون، وزعموا أنه رثهم، وهم أصحاب سري الأقصم وعمير بن البيان، وقد كانوا ضربوا خيمة في كناسة الكوفة ثم اجتمعوا يلئون لجعفر ويدعون إلى عبادته،
صفحه ۱۰۲