============================================================
الفن الثالي: فرق أهل القلة وفرقة قالوا بالعدل وبالمعرفة أنها ضرورة، وفارقوا اليعفورية في جهل الأئمة، وهم لا يستحلون الخصومة في الدين، واليعفورية لا تستحله. وقالت هذه الفرقة: لم يزل الله غير سميع ولا عليم ولا بصير حتى خلق ذلك لنفسه، وهم يسئون: التميمية ورتيسهم زعموا زرارة بن أعين وفرقة وقفوا عن هذه المعاني، وقالوا: القول فيما اختلف فيه هؤلاء القوم ما يقول جعفر كائنا ما كان وهم السبابية، وهم أصحاب عبد الرحمن ابن سبابة.
وفرقة قالث: الأئمة أنبياء محدثون الله، وحجته على كل خلقه، لا يزال منهم رسولان: واحد ناطق، وآخرصامت. فالضامث: علي، والناطق: محمد صلى الله عليه ورسل الله تثرى ؛ أي: اثنين، وهم في الأرض اليوم مفروضة طاعتهم على جميع الناس، يعلمون ماكان وماهو كائن. وزعموا أن أبا الخطاب نبي، وأن تلك الؤسل فرضوا عليهم طاعة أبي الخطاب، ثم قالوا: الأئمة آلهة.
وقالوا في أنفسهم مثل ذلك.
فقالوا: ولد الحسين أبناء الله وأحباؤه، ثم قالوا ذلك في أنفسهم. وتأؤلوا قوله: فإذا سويشه ونفخت فيه من روحى فقعوأله، سلجدين} [الحجر:29)، قالوا: فآدم رث ونحن ولذه، وعبدوا أبا الخطاب. وزعموا أنه إلههم، وأن جعفر ابن محمد إلههم أيضا، إلا أن أبا الخطاب أعظم منه، وأعظم من علي، وكان أبو الخطاب يسمى محمد بن زبيب، وهو مولى بني أسل، وهؤلاء يسمون الخطابية. وخرج أبو الخطاب على أبي جعفر المنصور فقتله عيسى بن موسى في سبخة الكوفة، وهم يتدينون بشهادة الزور لموافقتهم.
صفحه ۱۰۱