الكاظم
مشرفين مجالس آل محمد (ع)
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد .....
أخي (محمد عسلان) ، أعزك الله ، ما رأيك بتقسيم المسألة ؟!.
أولا : علم الكلام هو : العلم الذي تستخدم معه أدلة العقول للاستدلال على العقائد الإلهية.
ثانيا : أنواع علم الكلام ، نوعان :
** النوع الأول : علم الكلام الزائد عن الضرورة في معرفة الخالق والعقائد ، وهو الاسترسال في مناقشة الأدلة العقلية بغلو وتفصيل وتطويل وربط هذه الأدلة بثوابت الدين الإسلامي الحنيف.
** النوع الثاني : علم الكلام الضروري ، والذي يكون فيه القدر الكافي لمعرفة الخالق والعقائد، وهو الاكتفاء بالظاهر الواضح من حجج العقل في إثبات العقائد ، بدون تعمق مغالى فيه .
ثالثا : هل علم الكلام بعموم محرم الخوض فيه ؟! وهنا اعلم أني (لم أقف فيما بحثت فيه) على تحريم الخوض في علم الكلام ، فالأصل الإباحة .
رابعا : هل النوع الأول من علم الكلام مكروه ؟! والجواب : أنه له موقعين ، في أحدهما يكون مكروها ، وفي الأخر يكون مستحبا ، فيكون مكروها عندما لا تدعو الحاجة إليه (وهذه النقطة "الكراهة" بحاجة إلى تفصيل) ، نعم! ويكون مستحبا عندما تدعو الحاجة إليه ، كمناقشة الفلاسفة وأهل الإلحاد .
خامسا : هل النوع الثاني من علم الكلام مكروه؟! والجواب : أنه لا دليل على كراهيته ، لأن إطلاق القول بكراهيته يعني تضييق التفكر والتدبر لمعاني أسماء الله وصفاته ومخلوقاته ، والاستدلال بما أقرته العقول وشهد لها منطوق الكتاب والسنة ، فهو مستحب .
سادسا : عقيدة الزيدية ، أن النوع الثاني يغني عن النوع الأول من علوم الكلام ، وأنه لا يلجأ إلى الأول إلا عند المحاججة والتبيين ، وليس هي تمنع من الخوض في النوع الأول بدون حاجة ماسة إليه (كالرد على الفلاسفة مثلا) ، ولكنها تمنع أن تكون أصول هذا النوع طريقا لازما ، ومنهجا راسخا ، للتفكر والتدبر للفرد المسلم ، المستغني عن ذلك بشواهد الصانع وقرآنه وسنة رسول (ص).
سابعا : الإمام أحمد بن يحيى المرتضى (ع) عندما خاض في العلوم الكلامية (من النوع الأول) ، فهذا الخوض منه ، لا يعني أنه خالف على أهل البيت في عقائدهم ، ولكنه قد يكون (وهذا بحاجة إلى بحث) خالف على فروع إثبات العقيدة ، بمعنى أنه أثبت عدم التشبيه أو التجسيم ، تماما كعقيدة الزيدية ، ولكنه عندما أسهب في شرح المسألة كلاميا ، أخطأ في بعض هذا الإسهاب والاستنباط ، وهذا أصل مهم يجب معرفته أخي الكريم ، لكي لا يتوهم على الإمام المرتضى (ع) خلافه .
ثامنا : أننا عندما نقول بأن النوع الثاني وهو المحمود هو قول أهل البيت (ع) قديما وحديثا ، فإنا نعني به الجماعة لا الأفراد ، وذلك أنه قد يوجد في بعض الأئمة والفقهاء من يخوض في تفصيلات هذا العلم ، ولكنه في نفس الوقت لا يجعل هذا التفصيل دليلا لازما ، ومنهجا راسخا ، للاستدلال على معرفة الله تعالى .
** نعم ! هذا ما أردنا التنبيه عليه ، وهو مني رجاء أخي (محمد عسلان) ، بأن تعيد قراءة ما أوردناه ثلاث مرات ، فإن ظهر لك معقوليته ، فخير وبركة ، وإن لم ، ناقشتنا ، على أننا ننبه أن فحوى اعتراضكم هو عن عدم جدوائية هذا العلم من أساسه ، لا أنك تنفي أنه (النوع الثاني) كان طريقة المتقدمين من أهل البيت وكذلك هو طريقة جماعة المتأخرين وعمدتهم ، فإن كان القول الأخير (نفي أن يكون متقدمين أهل البيت قائلين بالنوع الثاني من علم الكلام) هو مقصدكم فكلمات الإمام علي (ع) في النهج ، وما روي عنه من غيره ترد هذا الاعتراض ، لأنه (ع) أصل هذا النوع من علم الكلام العقلي ، نعني (النوع الثاني) .
اللهم صل على محمد وآل محمد ....
ابو يسرا
مشترك في مجالس آل محمد
السلام عليكم
سانقل لكم هنا مقطعا صغيرا من محاضرة للسيد / حسين بدر الدين الحوثي سلام الله عليه بعنوان ( الاسلام وثقافة الاتباع ) وهي على شكل اسئلة موجهة اليه ...
مع العلم ان للسيد كلاما كثيرا حول موضوع علم الكلام واصول الفقه في محاضرات كثيرة سوف احاول ان اقوم بجمعها وطرحها في هذا الموضوع عندما تحين الفرصة انشاء الله ...
مع ان هذا السؤال والاجابة هي ليست كافية لشرح وجهة نظر السيد حيث وله كلام اكثر تفصيلا وادلة من هذا لكن ليس بين يدي الان سوى هذه المحاضرة والتي فيها هذا السؤال ...
كما انني انصح الجميع بان يطالعوا محاضرات السيد / حسين بدر الدين الحوثي بتأمل حيث وفيها ثقافة عالية مستمدة من القرآن الكريم ستجيب كل مطلع لها على قضايا ومسائل كثيرة كما انها ثقافة عظيمة مستمدة من كتاب الله القرآن الكريم ، وقد دلل السيد على اخطاء كثيرة وفادحة بل ومصيرية في مناهج مطروحة يقرآها طلاب العلم ...
س : هل نحن نعمل بالتقليد ام بالاجتهاد وما فائدة الاجتهاد ؟ وما نصيحتك لنا فيما ندرسه من علوم الاسلام ومن الكتب خاصة في اصول الدين وغيره ؟
ج : انا انصح ان واحد يقرأ كتاب اسمه ( مجالس الطبري ) فيه هذا الموضوع الذي ما انا متذكر له أشرحه حول مسألة اجتهاد وتقليد وكيف قال في المسألة ،، كتاب مجالس الطبري ربما قد يكون في المركز شيئ منه . ( يقصد المركز الذي يلقي فيه هذه المحاضرة )
موضوع اصول الدين نحن لا نحارب اصول الدين نحن نحارب علم الكلام المتأثر بأساليب المعتزلة علم الكلام المعتزلي ، افهموا هذه ، يقول لكم بعضهم اننا نحارب اصول الدين .. السنا نقول نقرأ ( المجموعة الفاخرة ) (ومجموع القاسم ) ( والبساط ) ونحوها من كتب اصول الدين لائمة اهل البيت القدامى ، الذين ليسوا متأثرين باساليب المعتزلة .
اما الكتب التي هي متأثرة بأساليب المعتزلة هي سيئة جدا آثارها ، افهموا الذي نقوله : علم الكلام الذي جاءنا من عند المعتزلة ، والذي تأثر به بعض من كتبوا من داخل الزيدية في مادة اصول الدين ، علم الكلام ،، علم الكلام هو اسم يطلق على الذي نسمية اصول دين ، علم الكلام الاسم الحقيقي له قالوا لانه كثير الاخذ والرد فيه كلام كثير ..
اصول الفقه الذي نحاربه الذي تحت عنوان اصول فقه لكن لا نحارب اصول دين نحن نحارب علم كلام متأثر بالمعتزلة ، المعتزلة والاشاعرة كلهم ضروا ضرا كبيرا بالاسلام ، وكلهم تركوا اثار سيئة في واقع المسلمين الثقافي ..
في اصول الدين نقرأ ( المجموعة الفاخرة ) وتعطى اولوية لرسائل على رسائل اخرى ، ما تقرأ مثلا الرسائل التي هي رد على ابن الحنفية الا بعد ما تقرآ الرسائل الاخرى قبلها ، يعني ان الموضوع يكون اعمق هنا من موضوع هنا ، ابدأ اول شيئ بهذا ثم هذا ، ثم هذا ، تصل عند هذا الذي فيه اخذ ورد اعمق ويكون قد عندك خلفية .
الكاظم
مشرفين مجالس آل محمد (ع)
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد .......
حياك الله أخي (أبو يسرا) ، وكلام السيد حسين بدر الدين الذي نقلتموه عنه ، وأخص بالذكر (ما جاء في علم الكلام) ، لا يتعارض مع ما أوردناه في أصل كلامنا هنا حول علم الكلام ، وهو يجعلني أرجح أنه يعني أصحاب النوع الأول ، فالمجموعة الفاخرة ، والبساط ، ومجموع الإمام القاسم الرسي ، والتي أثنى على طريقتها السيد حسين ، هي صورة منعكسة في العديد من مؤلفات بقية أئمة الزيدية المتأخرين ، ومن هذه المؤلفات ، مجاميع الأئمة زيد والقاسم والهادي والمرتضى ابن الهادي ، و(العقد الثمين) للأمير الحسين بن بدر الدين ، و(التبصرة) للإمام المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني ، و(العقيدة الصحيحة) للإمام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم بن محمد ، و(سبيل الرشاد إلى معرفة رب العباد) للسيد العلامة محمد بن الحسن بن الإمام القاسم بن محمد ، وغيرها .
أضف إلى ذلك أن منع السيد حسين من علم الكلام ، لا يظهر لي أنه موجه إلا للنوع الأول صاحب التطويل والتفصيل والتعمق ، وأن مغزاه من هذا المنع لسببين اثنين ، والله أعلم (إلا أن يتضح رأيه في محاضرات أخرى غير هذه بشكل أوضح) :
السبب الأول : أن في التوغل فيه توسيع لدائرة الاختلاف ، الأمر الذي قد يزيد المذاهب والأحزاب ، الأمر الذي يضعف كيان الأمة .
السبب الثاني : أن فيه اشتغال عن الأهم ، بمعنى : أن فيه تضييع للوقت والجهد فيما غيره (من المواضيع الإسلامية) أولى منه وأهم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .......
صفحه ۲۱