وجوده لجميع الناس مبذول
قد جاء عبدك يا مولاي معتذرا
وأنت للعفو مرجو ومأمول
وبعد ذلك أرسل العبرات، وأنشد وهو مصعد الزفرات:
أسأت ولم أحسن وجئتك هاربا
وأين لعبد من مواليه مهرب
يؤمل غفرانا فإن خاب ظنه
فما أحد منه على الأرض أخيب
فلما سمع ما جاء به من مقاله، أمر بإطلاقه ورثى لتذلله في سؤاله، وأعطاه ما تيسر من النقود، وقال له: اذهب من حيث أتيت يا كنود (الكنود كافر النعمة) وإياك بعد هذه المرة، أن تضمر الغدر لابن أمة ولا حرة، واحمد مولاك على السلامة، واعمل من الآن فصاعدا إلى يوم القيامة، ثم أشار إلى غلامه فزوده بطعام، وقال له: انصرف عنا بسلام؛ فقبل يده ومضى، وفي قلبه من عدم نجاحه جمر الغضا، ولما غاب عن الأبصار، وانفرد في البيداء عن العبيد والأحرار، حدثته نفسه الأمارة، بأن يشن على منقذه من الهلاك الغارة، وبينما هو يجول كالمجنون في القفار، ويميل تارة ذات اليمين وطورا ذات اليسار، إذا رأى على باب مضيق ثلاثة من قطاع الطريق.
إن ضاق بي بلد يممت لي بلدا
صفحه نامشخص