وأيضا فإن الأعضاء منها رئيس شريف وهي أربعة: الدماغ والقلب والكبد والأنثيين. ومنها خادم نايب وهي أربعة: العصب والعروق والنوابض والأوردة ومعابر المني. ومنها ما ليس برئيس ولا خادم وتدبرها القوى الطبيعية فقط: كالعظام والغضاريف واللحم البسيط والشحم والحجب وما أشبه ذلك. ومنها ماله القوى الطبيعية ويأتيها قوى من الأعضاء الرئيسية كالمعدة التي لها القوة الجاذبة والممسكة. وتأتي إليها القوة الحسية من الدماغ والأعضاء الباطنة، وهي المعطية قوة الحركة للأعضاء الظاهرة والمحركة. وهي فقيرة بالحس للأعضاء غنية بالقوة. والأعضاء البرانية غنية بالحس فقيرة بالقوة ليس لها في طباعها قوة، ولكنها تقبل قوة الحرارة والحياة من القلب بالعروق وتقبل الدم من الكبد بالأوردة والجداول لغذائها وقوتها، وتقبل الحس والحركة من الدماغ بالأعصاب. ولو كان للأعضاء الرئيسية حسن كثير في نفسها وغريزتها، وكانت الأعضاء البرانية قوية لا ينقص الجسد وفد الأفعال. وذلك كالكبد الذي لو كان له حس كحس الأصابع واليدين والرجلين لكان متى عرض له وجع امتنع عن أفعاله ولم يقدر أن يكمل فعله من جذب الكيلوس وتغييره وتصييره دما وإجرائه إلى الأعضاء ليغتذي بها. وكان الجسد إذا عدم الغداء تلف وباد. فلذلك أنقص الأعضاء الرئيسية من الحس الكثير لكي لا يمنع لأجل كثرة الحس عن إكمال أفعالها وإذا عرض لها وجع فيهلك الجسد. وخلقة الأعضاء تختلف على قدر مكان العضو والفعل الذي جعل له. فالعظام التي في الجسد لها أنواع من طويل وقصير وعريض ودقيق ومصمت ومجوف. وكذلك الأعصاب مختلفة، فمنها صلب ومنها لين. والعروق منها لين يجري فيها الدم إلى الأعضاء، ومنها جاسي يجري فيها الدم والروح جميعا
في هيئة العظام وشكلها:
صفحه ۳۴