[116] وكذلك الشجر إذا أشرق عليها ضوء الشمس، وكان مقابلا لها وبالقرب منها جدار أبيض مستظل، أو كانت أرضها مسفرة اللون، فإن خضرة الشجر تظهر على ذلك الجدار أو على الأرض. وإن أجتاز مجتاز بفناء الرياض أو بفناء الشجر التي قد أشرق عليها ضوء الشمس، وكان المجتاز في الظل، وكان ثوبه نقي البياض، فإن خضرة الرياض أو الشجر تظهر على ثوبه.
[117] وقد يمكن أن يعتبر هذا المعنى في كل وقت على الصفة التي نذكرها:
[118] يعتمد المعتبر بيتا يدخل إليه ضوء الشمس من ثقب فسيح قدره ليس بأقل من عظم الذراع في مثله، ويكون الضوء ينتهي لى أرض البيت، ويكون البيت ضيقا متقارب الجدران، وتكون جدرانه نقية البياض. ويراعي دخول الضوء من الثقب: فإذا دخل ضوء الشمس من الثقب وظهر على أرض البيت أغلق الباب وأسبل عليه سترا صفيقا حتى لا يدخل البيت ضوء إلا من الثقب. ثم يجعل في موضع الضوء جسما أرجوانيا، وليمثل به موضع الضوء حتى لا يفضل من الضوء شيء. وليكن سطح الجسم الأرجواني مستويا ليشتمل الضوء جميع سطحه وتكون صورة الضوء عليه متشابهة: فإنه يجد صورة اللون الأرجواني على جدر ان البيت من جميع جهاته مع الضوءالثاني الذي يصدرعن ضوء الشمس.
[119] فإن كان البيت فسيحا ولم يظهر اللون على جدرانه ظهورا بينا لبعدها عن موضع الضوء فليقرب المعتبر إلى موضع الضوء ثوبا أبيض، ولا يولجه في نفس الضوء بل يقربه منه ويقابله به: فإنه يجد صورة اللون الأرجواني على الثوب الأبيض مع الضوء، إلا أنه يجد هذه الصورة أضعف من اللون نفسه، ويجدها ممتزجة بالضوء. وإذا باعد الثوب عن موضع الضوء ازداد هذا اللون الذي يظهرعلى الثوب ضعفا، كما يزداد الضوء المازج له ضعفا. وإذا أدار الثوب من جميع جهات موضع الضوء الذي فيه الجسم الأرجواني وجد صورة اللون عليه في جميع الجهات. وإن جعل حوالي الضوء عدة أجسام نقية البياض من جميع جهاته، وقابل بكل واحد منها الضوء، وجد صورة اللون على جميع تلك الأجسام وممازجة للضوء.
صفحه ۱۱۳