[103] فيتبين من هذا الاعتبار بيانا واضحا أن الأضواء المنعكسة عن الأجسام الصقيلة ليس تنعكس إلا على خطوط مستقيمة. ويتبين من انعكاس الضوء على الجسم الصقيل إلى موضع خصوص أن الضوء ليس ينعكس إلا على خطوط مستقيمة مخصوصة، لا على جميع الخطوط المستقيمة التي يصح أن تمد من موضع الانعكاس في جميع الجهات.
[104] ونقول أيضا إن الأضواء التي تنفذ في الأجسام المشفة المحالفة الشفيف لشفيف الهواء كالزجاج والماء والأحجار المشفة وما يجري مجراها إذا امتدت بعد نفوذها في هذه الأجسام فليس تمتد إلا على خطوط مستقيمة أيضا.
[105] وقد يمكن أن يعتبر هذاالمعنى أيضا بسهولة، وذلك يكون بأن يعتمد المعتبر جاما من الزجاج الصافي المشف المستوي السطح أو حجرا من الأحجار المشفة، ويقابل به الشمس في موضع يظهر فيه ضوء الشمس على الأرض أو على الجدار: فإنه يجد له ظلا على الأرض أو الجدار، ويجد ضوء الشمس مع ذلك ينفذ في الجسم المشف، ويظهر في ظل ذلك الجسم المشف ضوء ما دون ضوء الشمس الصريح. ثم إذا قطع المعتبر المسافة التي بين هذا الظل وبين الجسم المشف بجسم كثيف بطل الضوء النافذ الذي كان يظهر في الظل، وظهر على الجسم الكثيف. وإذا حرك المعتبر ذلك الجم الكثيف في طول المسافة المستقيمة التي بين موضع الضوء النافذ وبين الجسم المشف وجد الضوء النافذ أبدا على الجسم الكثيف. وإذا أخرج الجسم الكثيف من تلك المسافة المستقيمة ظهر الضوء النافذ في الظل. وإن قرب الجسم المشف من موضع الظل وداخل في المسافة المستقيمة التي بين هذا الضوء النافذ وبين الجسم المشف جسما كثيفا دقيقا، كالميل وها جرى مجراه، ظهر ظل ذلك الجسم الدقيق في الضوء النافذ . وإذا حرك الجسم الدقيق في المسافة المستقيمة التي بيينه وبين ظله وجد الظل أبدا في موضعه. وإن أخرج ذلك الجسم الدقيق من المسافة المسستقيمة التي بينه وبين ظله ظهر الضوء في موضع ظله. وإن جعل ذلك الجسم في موضع من المسافة المستقيمة التي بين الضوء النافذ وبين الجسم المشف غير الموضع الأول، واعتبره على مثل ما اعتبر في الأول وجد الحال مثل الحالة الأولى.
صفحه ۱۰۹