[100] واعتبار هذا المعنى يسهل، وذلك بأن يعتمد المعتبر في وقت ظهور الضوء المنعكس على موضع من المواضع جسمما كثيفا فيقطع به المسافة المستقيمة التي بين السطح الصقيل الذي عنه انعكس الضوء وبين الموضع الذي يظهر فيه الضوء المنعكس: فإنه يجد الضوء المنعكس يظهر على الجسم الكثيف الذي قطع به تلك المسافة ويبطل من الموضع الأول. وإذا حرك الجسم الكثيف في طول المسافة المستقيمة الممتدة بين السطح الصقيل وبين موضع الضوء المنعكس وجد الضوء المنعكس أبدا على الجسم الذي تحرك في تلك المسافة. وإذا أخرج هذا الجسم من المسافة المستقيمة ظهر الضوء في الموضع الأول. وإذا قطع بعض المسافة المستقيمة بجسم صغير بطل جزء من الضوء المنعكس وظهر علىى ذلك الجسم الصغير ضوء منعكس.
[101] وإذا كان موضع الضوء المنعكس قريبا من السطح الصقيل، وداخل المعتبر في المسافة المستقيمة التي بينهما ميلا دقيقا معترضا، ظهر في الضوء المنعكس ظل ذلك الميل، وظهر على الميل ضوء منعكس. وإن حرك الميل في المسافة المستقيمة التي بينه وبين ظله وجد الظل أبدا في مكانه ووجد الضوء المنعكس أبدا على الميل. وإذا أخرج الميل من تلك المسافة عاد الضوء إلى موضع الظل. وقد يمكن أن يحرر المسافة المستقيمة التي بين الميل وبين الظل بمسطرة تمتد فيما بينهما ويحرك الميل في طولهما. وإن جعل المعتبر الميل في جهة غير تلك الجهة من محيط الضوء المنعكس، وداخله في الضوء المنعكس، وجد حاله أبدا على صفة واحدة، أعني أنه يجد له ظلا في الضوء المنعكس. وإذا حركه في المسافة المستقيمة التي بينه وبين ظله وجد الظل في موضعه.
[102] وبين السطح الصقيل وبين موضع الضوء المنعكس مسافات كثرة منحنية ومنعرجة ومقوسة لا يقطعها شي ء من الأجسام الكثيفة. فلو كان الضوء ينعكس على غير الخطوط المستقيمة لكان الضوء المنعكس يظهر في موضعه مع قطع المسافة المسستقيمة التي بينه وبين السطح الصقيل بالجسم الكثيف. وإذا كان ليس يظهر الضوء في موضع الانعكاس إذا قطعت المسافة المستقيمة التي بينه وبين السطح الصقيل الذي انعكس عنه الضوء بالجسم الكثيف مع اتصال المسافات الباقية، ويظهر على الجسم الكثيف، وإذا أخرج الجسم الكثيف من تلك المسافة ظهر الضوء المنعكس في موضعه، يتبين من هذه الحال أن الضوء ليس ينعكس عن الجسم الصقيل إلا على الخطوط المستقيمة. وإذا اعتبر المعتبر الأضواء المنعكسة عن الأجسام الصقيلة المختلفة الأشكال والهيئات وجد الضوء ليس ينعكس عن شي ء منها إلا على الخطوط المستقيمة.
صفحه ۱۰۸