[86] وكذلك إذا اعتبر ضوء القمر وجده على هذه الصفة، وكذلك إذا اعتبر ضوء النار وجده على هذه الصفة أيضا. فإذا أراد أن يعتبر ضوء النار فليعتمد نارا قوية ويقابل بها الحائط الأبيض ليضيء على مثل ما تقدم، ويغلق باب البيت الذي فيه الثقبان ولا يترك في البيت شيئا من الضوء، ويعتير ضوء النار كمثل الاعتبار الذي تقدم: فإنه يجد الضوء يشرف من ضوء النار الذي يظهر على الجسم المسدود به الثقب على مثل إشراق الأضواء ولا يخالفها إلا في القوة والضعف فقط.
[87] فيتبين من جميع هذه الاعتبارات بيانا واضحا أن الأضواء العرضية التي في الأجسام الكثيفة يشرق منها ضوء في جميع الجهات التي تقابلها، وأن إشراق الضوء منها ليس يكون إلا على سموت مستقيمة، وأن الضوء الذي يصدر عن الضوء العرضي يكون أضعف منه، وكلما بعد من الضوء الذي يصدر ازداد ضعفا.
[88] فلنسسم هذه الأضواء، أعني الأضواء التي تصدر عن الأضواء العرضية الأضواء الثواني. فأقول إن هذه الأضواء الثواني ليس تصدر عن الأضواء العرضية على طريق الانعكاس كما تنعكس عن الأجسام الصقيلة، بل إنما تصدر عنها كما تصدر الأضواء الأول الذاتية عن الأجسام المضيئة من ذواتها، وما كان من هذه الأجسام صقيلا أو كانت فيه أجزاء صقيلة، وأشرق عليها ضوء ما، فإن ذلك الضوء ينعكس منها ومع ذلك يصدر عنها ضوء ثان كما يصدر عن الأجسام المضيئة من ذواتها. فلنبين الأن هذه الحال أيضا بالاستقراء والاعتبار، وذلك كما نصف:
صفحه ۱۰۴