[47] فقد انجلت الشبهة وصح أن الضوء الذي يدركه البصر في الجو عند الصباح وعند العشاء هو ضوء الهواء المقابل للشمس المضيء بضوء الشمس، وأن الضوء المشرق على وجه الأرض قبل طلوع الشمس وبعد غروبها هوضوء يرد من الضوء الذي في الهواء المقابل للشمس المضيء بضوء الشمس.
[48] فأما الأضواء العرضية التي تظهر على الأجسام الكثيفة فقد يمكن أن تعتبر الأضواء التي تشرق منها أيضا على الأجسام المقابلة لها اعتبارا محررا. وذلك يكون كما نصف: يعتمد المعتبر حائطا أبيض نقي البياض منكشفا لضوء النهار ولضوء الشمس وضوء القمر، ويكون مقابلا له وموازيا له وبالقرب منه حائط آخر، ويكون من وراء كل واحد من الحائطين بيت ليس للضوء إليه منفذ إلا من بابه. ثم يعتمد المعتبر قطعة من الخشب طولها ليس بأقل من عظم الذراع وعرضها مساو لطوها وسمكها مساو لطوها أيضا، ويسوي سطوحها حتى تصير مسطحة ومتوازية بغاية ما يمكن، وتكون نهاياتها مستقيمة ومتوازية. ثم يخط في وسط سطحين متقابلين من سطوحها خطين مستقيمين متوازيين وكل واحد منهما مواز لنهايتي السطح الذي هو فيه. ثم يفصل من طرفي كل واحد من هذين الخطين خطين متساويين يكون كل واحد منهما ليس بأكثر من عرض إصبعين، فيحصل في كل واحد من الخطين نقطتان.
صفحه ۹۴