أو قل، كما روي أن رجلا، قال لابن المبارك(1)،وهو على دابة: احمل لي هذه الرقعة (2) إلى فلان، فقال: حتى أستأذن الجمال، وكذلك روي عن أبي مرداس ~ (3) أن رجلا سأله أن يحمل له صرة دراهم[س/28]، فقال له: إن هذه الدابة معي عارية، فانظر إلى فعل ابن المبارك، وأبي مرداس ~ في هذه الأشياء الحقيرة، فكيف ما عداها؟! والتسامح في الصغائر مدعاة إلى الكبائر، وينبغي له أن يتعاهد الدلجة(4)
__________
(1) عبدالله بن المبارك بن واضح الحنظلي،التميمي مولاهم، أحد الأئمة الأعلام، من شيوخه: حميد الطويل، ويحيى بن سعيد الأنصاري، والثوري وغيرهم، من تلاميذه: عبدالله بن عثمان، ويحيى بن سعيد القطان، ويحيى بن معين وغيرهم، قال ابن مهدي: الأئمة أربعة، وذكر منهم ابن المبارك، جمع بين العلم، والفقه، والأدب، والنحو، واللغة، والشعر، والزهد، والورع، والعبادة، والحج، والغزو، والفروسية، له مسند مطبوع، وكذلك ديوان شعر، مات سنة 181ه-. ينظر: ابن حجر (تهذيب التهذيب)5/334-338، والمزي(تهذيب الكمال)16/5-24، والذهبي (سير أعلام النبلاء)8/378-421
(2) الرقعة: ما رقع به، وجمعها رقع، ورقاع، وهي التي يكتب فيها.ابن منظور، (لسان العرب)، 5/285، مادة "رقع".
(3) أبو بلال مرداس بن حدير يعرف بمرداس بن أدية التميمي، اشتهر بمرداس بن أدية ، وأدية أمه، تابعي من أئمة المذهب الإباضي، لازم الإمام جابر بن زيد، وأخذ عنه، تلقى العلم من ابن عباس، وعائشة وغيرهما، اشتهر بالعلم، والورع، وشارك في صفين، وأنكر التحكيم، وكان من أهل النهروان، ونجا منها، آثر السلم على الحرب، وأنكر على الخوارج استعراضهم للناس، ينظر: الدرجيني (الطبقات) 214-226، والشيخ الشماخي(السير)1/64-65، ومحمد صالح، (معجم أعلام الإباضية)4/86، والزركلي (الأعلام) 7/202.
(4) الدلجة:. الدلجة: سير السحر، والدلجة:. سير الليل كله، وأدلجوا: ساروا عن آخر الليل، وأدلجوا: ساروا الليل كله، سير الليل.ينظر: ابن منظور(لسان العرب)، 4/ 385، مادة "دلج".
صفحه ۶۴