فيما حكي عنه في الأثر(1)، وحكى بعض العلماء أن إبليس - لعنه الله - ظهر لبعض الأولياء على صورة شخص بعرفة، هو ناحل(2) الجسم، مصفر اللون، باكي العين، مقصوف(3) الظهر، فقال له: ما الذي أبكى عينيك(4)؟! قال: خروج الحاج إليه بلا تجارة، أقول: قد قصدوه، وأخاف(5) ألا يخيبهم، فيحزنني ذلك، قال: فما الذي انحل جسمك؟ قال: صهيل(6) الخيل في سبيل الله، ولو كانت في سبيلي، لكانت أحب إلي، قال: فما الذي غير لونك؟ قال: تعاون الجماعة على الطاعة، ولو تعاونوا على المعصية، لكان أحب إلي، قال: فما الذي قصف ظهرك؟ قال: قول العبد: أسألك حسن العافية(7)، وجميل العاقبة، أقول: يا ويلتنا(8) متى يعجب هذا بعمله، أخاف أن يكون قد فطن؟! وعن النبي - عليه السلام - قال: "الحجاج والعمار وفد الله - عزوجل - وزواره، إن سألوه أعطاهم، وإن استغفروه غفر لهم، وإن دعوا استجيب
__________
(1) الأثر: قيل: هو ما أضيف إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - من قول أو فعل أو ...إلخ، وقيل: ما أضيف إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أو إلى الصحابة أو إلى التابعي، وقيل: ما أضيف إلى الصحابي، أو التابعي، أو إلى عالم من العلماء السابقين، وهو المشهور في عصرنا، والمراد بالأثر من آراء العلماء في المؤلفات الفقهية، لا يقصد به الأحاديث الثابتة عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقط، وإنما مرة الأحاديث النبوية، ومرة آراء العلماء، والأخير هو الغالب في هذا الكتاب، ينظر: الشيخ الكندي(بيان الشرع) في الهامش،1/95، والشيخ القنوبي،( الربيع بن حبيب مكانته ومسنده) ص 8-9.
(2) ناحل: النحول: الهزال.ابن منظور (لسان العرب) 14/74، مادة "نحل"
(3) مقصوف:. القصف: الكسر.(المصدر السابق)، 11/ 195، مادة "قصف".
(4) في (غ): عينك.
(5) في (غ): أخاف.
(6) صهيل: صوت الفرس. ابن منظور، (المصدر السابق)، 7/430، مادة "صهل".
(7) في (غ): ورد فقط حسن الخاتمة.
(8) في (غ): ويلتي.
صفحه ۲۶