قال خليل: من جد وجد، والطريقة التي أراها أن ينصب وصي شرعي للفتاة.
قال غانم: ما الفائدة من نصب الوصي وهي لا تملك شيئا؟
قال خليل: إن الوصاية لا تنحصر في تدبير أموال القاصرين، بل تتناول الملاحظة الأدبية، فلو انتدبت الوصاية قامت لي صفة، فاستغنيت عن تكليفكم بأقل شيء كان.
قال غانم: وما يمنعك أن تكون وصيا عليها بذلك؟
قال خليل: يمنعني كونك أحق مني فيها، وبعد: فإني أخاف التبعة والأكدار التي تلازمها.
قال غانم: وأي تبعة في ذلك وعفيفة لا تملك شيئا؟ فالمقصود من وصايتك عليها تحصيل الصفة القانونية لك لتقيم الدعوى على فؤاد.
وقد كان هذا كله بغية خليل، فإنه كان - كما تقدم القول - كلفا بعفيفة مضنى بهواها، وكانت امرأته قد لحظت ذلك فلامته وعنفته، فلم يرتدع ولم يسمع التعنيف، ولخوفها من شره وأذاه وأنه يصول يوما بعد وفاتها على ابنتها جعلتها في حرز فؤاد لتنقذها من الفضيحة والعار، فلو أقيم خليل وصيا شرعيا عليها أصبحت في يمينه يتصرف فيها كيف شاء، ويبلغ فيها مراده الخبيث، فكان لتمام خبثه يكتم حبوره، فلا يرتاب السامع في إخلاصه.
ثم إنه قال لغانم: ما يحملني على قبول الوصاية إلا كرهي فؤادا إن رفعت يدك عن الوصاية على البنت.
قال غانم: حبذا الاهتمام بذلك لولا كثرة أشغالي، فعذري واضح للجميع، وعلى كل حال فلو قبلت أنت الوصاية، فكأنما قبلتها بذاتي إذ كلانا واحد.
قال خليل: لا بأس فإني أتولى النظر في هذه المسألة وأحمل مشاقها، ولكنما يجب تقرير الوصاية على يد مجلس العائلة.
صفحه نامشخص