يا حمار الوحش الجبلي، يا فهد البرية! (10) بعد أن أتممنا معا كل شيء وارتقينا الجبل، (11) واستولينا على المدينة (؟) ... وصرعنا الثور السماوي، (12) وقتلنا أيضا خمبابا، الذي كان يسكن غابة الأرز. (13) أي نوم هذا الذي أطبق عليك؟ (14) لقد طواك الظلام فما عدت تسمعني!» (15) لكن (أنكيدو) لا يفتح عينيه، (16) وحين وضع (جلجاميش) يده على قلبه، وجده لا ينبض! (17) وبعد أن غطى وجه الصديق (كما يغطى) وجه العروس، (18) أخذ يحوم حوله كالنسر، (19) كلبؤة اختطف منها أشبالها، (20) وطفق يذهب ويجيء (أمام فراشه)، (21) وينتف شعره المسترسل ويرمي به على الأرض، (22) ويمزق ثيابه ويلقي بها كأنها شيء (بخس) لا يلمس. (23) لم تكد تلوح أنوار الفجر، (24) حتى أطلق جلجاميش المنادين في أنحاء البلاد: (25) «أنت أيها الحداد
وصاقل الأحجار الكريمة
والنحاس والصائغ
والنقاش ، (26) اصنعوا تمثالا لصديقي،
أبدعوا صورته !» (27) عندئذ نحت ... تمثالا لصديقه، (28) من أعضائه ... (29) ... «ليكن صدرك من اللازورد، وجسمك من الذهب!» [فجوة من حوالي خمسة وعشرين سطرا، يبدو أنها تضمنت رفض جلجاميش دفن جثمان صديقه في التراب، ظنا منه أن بكاءه عليه يمكن أن يرد إليه أنفاس الحياة. انظر كذلك اللوح العاشر، العمود الثاني، من سطر 6-8. حيث يروي جلجاميش لساقية الحانة سيدورى كيف رفض لمدة سبعة أيام وسبع ليال أن يواري صديقه التراب ...]
بقية من العمود الثاني (50) «جعلتك تستريح على فراش فاخر،
العمود الثالث (1) أجل، على فراش الشرف (جعلتك) تستريح، (2) وأجلستك مجلس السلام إلى شمالي، (3) لكي يقبل حكام الأرض قدميك. (4) سأجعل أهل أوروك يبكونك ويندبونك، (5)
والسعداء
أملأ (قلوبهم) حزنا عليك، (6) وأنا نفسي سأترك بعدك جسدي مغطى بالأوساخ، (7) وألبس جلد الأسد وأهيم (على وجهي) في البرية ...» [فجوة من حوالي مائة وسبعة وثلاثين سطرا، يحتمل أن تكون قد تحدثت عن دفن أنكيدو، والسطور الأربعة التالية تبدو ناشزة عن السياق، وربما سبقتها سطور مفقودة عن احتفال أجراه جلجاميش تكريما لروح أنكيدو أو على شرفه كما نقول اليوم، على الرغم من ثورته الجامحة على فكرة الموت نفسها، ورفضه أن يسري عليه المصير المحتوم على البشر، وهما الثورة والرفض اللذان سيدفعانه إلى رحلته الخطرة لجده الخالد أو تنابشتيم كما سيرد بالتفصيل فيما بعد ...]
العمود الخامس (45) لم تكد تلوح أنوار الفجر، (46) حتى أمر بإحضار مائدة عظيمة من خشب «الأيلاماكو».
صفحه نامشخص