مجموع کتب و رسائل الامام حسین بن قاسم عیانی
مجموع كتب ورسائل الإمام الحسين بن القاسم العياني
ژانرها
ألا ترى أن الفعل يتعذر على من يجهله، وأن الفاعل لا يقصد فعل شيء إلا وهو عالم بكيفيته بعد إكماله، وإلى ما يؤول عند تمامه واعتماله، ألا ترى أنه لو قصده بغير علم لما تم له بجهله، والله يتعالى عن الجهل والنقصان، ويجل عن شبه من خلق من الإنسان.
ودليل آخر
أنه لا يخلو في حال فعله للمفعولات، وصنعه لما صنع من المحدثات، من أحد وجهين مختلفين، متضادين غير مؤتلفين، لا يوجد إلى ثالث سبيل، ولا تشهد بغيرهما العقول:
إما أن يكون صنعها وهو عالم بكيفيتها.
وإما أن يكون صنعها وهو جاهل بصنعها، لا يدري إلى ما تصير عند كمالها.
فإن كان صنعها وهو عالم فذلك أولى ما وصف به الرحمن، وأوضح ما شهد به البرهان، وإن خلقها وهو لا يدري إلى ما تؤول، فلا فرق بين الفاعل والمفعول، لأن من قصد فعل شيء يجهله، فهو متحير لا يدري كيف يفعله، ومن تحير في شيء وشك في (1) عمله، فهو أحرى بالعجز عن فعله، فكيف يتسق له ما هو به جاهل؟! وعنه متحير غافل؟! وعن الهدى والرشد زائل؟! وبالجهل مستكين (2) ذاهل؟! أبخاطر خطر على باله فجلا عنه ما كان من جهله؟! وأوضح له ما جهل من فعله (3)؟! فالخاطر عرض يخطر (4) في القلوب، ويتعالى عنه علام الغيوب، والعرض لا يحل إلا في الأجسام، وقد بينا حدثها في أول الكلام، وإذا كان له بال يخطر عليه الذكر بعد نسيانه، ويتبين له ما عمي (5) عليه من شأنه، فقد عاد ثلاثة مجموعة:
أولها: الجسم القابل للأعراض، الجاهل الذي لم يخل من الحيرة والأمراض.
والثاني: جهله المركب المبني عليه.
صفحه ۲۱۷