مجموع کتب و رسائل الامام حسین بن قاسم عیانی
مجموع كتب ورسائل الإمام الحسين بن القاسم العياني
ژانرها
وإن كانا اتفقا من قبل الاختلاف، فما حداهما إلى الاتفاق؟
فإن قلت: خوفا من الاختلاف، فالخائف ضعيف عاجز، محتاج إلى معين وشريك، والخائف من النوازل والملمات لا يكون إلا مضطرا إلى الخوف مدفوعا، وعن القدرة بالعجز ممنوعا.
وإن قلت: إنهما اتفقا لغير معنى، كان ذلك من أعظم العيوب، وأولى ما تنزه عنه علام الغيوب، لأن الأفعال لا تكون إلا للمعاني أو للعبث والسفه والهوى، والخالق لا يعبث ولا يهوى، لأنه غني غنهما، وفي ذلك من الدلائل أكثر مما ذكرنا.
- - -
باب القدم
فإن قال: فما الدليل على أن الله قديم؟
قيل له ولا قوة إلا بالله: الدليل على أنه سبحانه قديم أن في كل محدث صفة تدل على محدثه، وبنية في جسده (1) تدل على بانيه وصانعه، وليس لله عز وجل صفة تدل على حدثه، ولا له ذات مركبة يدل ذلك التركيب على مركبه، وإذا كان الله سبحانه لا يوصف بصفات تدل على الحدث فقد ثبت له القدمن وانتفى عنه الوجود بعد العدم.
فإن قال السائل: فإذا كان لا بد لكل محدث من دليل يدل على حدثه، فكذلك أيضا لا بد للقديم من دليل يدل على قدمه؟
قيل له ولا قوة إلا بالله: الدليل على قدمه تبارك وتعالى أنا وجدنا المحدثات تحتاج إلى محدث أحدثها، وأن المحدث لها لا يكون محدثا مثلها، لأنه لو كان مثلها وكان يشبهها، لتعذر عليه خلق الأجسام كما تعذر عليها.
- - -
باب الصفات القديمة التي هي الله عز وجل
قال المهدي لدين الله الحسين بن القاسم عليهما السلام: إن سأل سائل ملحد، أو قال قائل مسترشد: ما الدليل على أن الله عالم؟
قيل له ولا قوة إلا بالله: الدليل على علمه سبحانه وجود صنعه تاما محكما، والحكمة لا تتم من جاهل، فعلما أنه عالم بكيفية الصنع قبل فعله، كعلمه به بعد جعله.
صفحه ۲۱۶