============================================================
دراسة عن بعض الكتب التي نهل المؤلف مادته منها "حلية الأولياء وطبقات الأصفياء " لأبي نعيم الأصفهاني - رحمه الله - المتوفى سنة (430 ه)، وقد تقدم الكلام عنه سابقا.
"صفة الصفوة" لابن الجوزي - رحمه الله - المتوفى سنة (597 ه) الهدف من تأليفه : جاء كتاب ابن الجوزي هذا تلبية لمن شكا من طول كتاب " الحلية * وكثرة أسانيده، وقد وضح ذلك بقوله في " الصفوة" (13/1) : (أما بعد : فإنك أيها الطالب الصادق، والمريد المحقق، لما نظرت في كتاب "حلية الأولياء" لأبي نعيم الأصفهاني.. أعجبك ذكر الصالحين والأخيار، ورأيته دواء لأدواء النفس، إلا أنك شكوت من إطالته بالأحاديث المسندة التي لا تليق به ، وبكلام عن بعض المذكورين كثير، قليل الفائدة، وسالتني أن أختصره لك وأنتقي محاسنه، فقد أعجبني منك أنك أصبت في نظرك ، إلا أنه لم يكشف لك كل الأمر، وأنا اكشفه لك، فأقول : اعلم : أن كتاب " الحلية " قد حوى من الأحاديث والحكايات جملة حسنة ، إلا أنه تكدر بأشياء، فالأشياء التي تكدر بها عشرة)(1).
وبعد أن ذكرها. . قال : (وقد حداني - أيها المريد - في طلب أخبار الصالحين وأحوالهم : أن أجمع لك كتابا يفنيك عنه، ويحصل لك المقصود منه، ويزيد عليه بذكر جماعة لم يذكرهم، وأخبار لم ينقلها، وجماعة ولدوا بعد وفاته، وينقص عنه بترك جماعة قد ذكرهم لم ينقل عنهم كبير شيء ، وحكايات قد ذكرها ، فبعضها لا ينبغي التشاغل به، وبعضها لا يليق بالكتاب)
بين أبو الفرج منهجه في كتابه فقال : فصل في بيان ترتيب كتابنا : أنا أبتديء بتوفيق الله - سبحانه - ومعونته : (1) الأشياء العشرة سيأتي ذكرها في مقدمة الكتاب .
صفحه ۵۰