إذا قالوا الحمد لربنا والشكر لربنا أوجبوا أن ذا له، وإذا نصبوا وقالوا حمدًا وشكرًا فإنما أتبعوه كلام من شكر وذكر. وربما فعلوه في الألف واللام فقالوا: الشكر لك والحمد لك.
الخشوع: الذل. قال: ولا يلتفتون هكذا ولا هكذا. وقال: هو الإخبات.
وأنشد:
لها ردج في بيتها تستعده ... إذا جاءها يومًا من الدهر خاطب
قال: الردج: أول ما يخرج من البهيمة فيجعلونه طرارًا.
الوجل: الفزع. والوجل والوجر واحد، وهو الفزع. ولا يكاد يقال وجلاء ولا وجراء، وكان القياس لمن قال أوجل أن يقول وجلاء، فقالوا: وجلة ووجرة وأنشد:
فخفن الجنان فقدمنه ... فجاء به وجل أوجر
يقال رجل أوجل وأوجر، وامرأة وجلة ووجرة. ولم يجيئوا به على القياس وجلاء ووجراء. وديمة هطلاء ليس من هذا. من قال امرأة حسناء كيف يقال للذكر؟ فيكون على القياس رجل أحسن.
وقال أبو العباس في قوله ﷿: إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم: أي إن مثل آدم أعجب؛ لأن آدم جاء من غير نفس، وعيسى قد جاء من نفس.
وقال أبو العباس في قوله ﷿: أو يحدث لهم ذكرًا قال: شرفًا. " ونحشر المجرمين يومئذ زرقًا قال: عطاشًا.
الأقيال العباهلة، قال: هم الملوك المطلقون.
نهى عن الاقتعاط: أن لا يجعل العمامة تحت حلقه.
في عمد ممددة هو القياس، وعمد شاذ. وممددة: طوال.
آخر الجزء السابع من مجالس أبي العباس ثعلب ﵀ والحمد لله وحده وصلواته على سيدنا محمد
الجزء الثامن
بسم الله الرحمن الرحيم
ثنا أبو العباس أحمد بن يحيى النحوي ثعلب قال: حدَّثني عمر بن شبة قال: حدثني عبيد بن جناد ثنا عطاء بن مسلم عن أبي جناب الكلبي قال: أتيت كربلاء، فقلت لرجلٍ من أشراف العرب بها: بلغنا أنكم تسمعون نوح الجن؟ قال: ما تلقى حرًا ولا عبدًا إلا أخبرك أنه سمع ذلك. قلت: فأخبرني ما سمعت أنت. قال: سمعتهم يقولون:
مسح الرسول جبينه ... فله بريقٌ في الخدود
أبواه من عليا قري ... شٍ جده خير الجدود
حدَّثنا أبو العبَّاس ثنا عمر بن شبة قال حدثني عبيد قال أخبرني عطاء بن مسلم قال: قال السدي: أتيت كربلاء أبيع البز بها، فعمل لنا شيخ من طي طعامًا، فتعشينا عنده، فذكرنا قتل الحسين، فقلت: ما شرك في قتله أحد إلا مات بأسوأ ميتة. فقال: ما أكذبكم يا أهل العراق، فأنا فيمن شرك في ذلك. فلم نبرح حتى دنا من المصباح وهو يتقد بنفط، فذهب يخرج الفتيلة بإصبعه فأخذت النار فيها، فأخذ يطفئها بريقه، فأخذت النار في لحيته، فعدا فألقى نفسه في الماء، فرأيته كأنه حممه.
حدَّثنا أبو العبَّاس ثنا عمر بن شبة، ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، ثنا الحجاج بن ذي الرقيبة بن عبد الرحمن بن مضرب بن كعب بن زهير بن أبي سلمى، عن أبيه عن جده، قال: خرج كعب وبجير ابنا زهيرٍ إلى رسول الله ﷺ، حتى بلغا أبرق العزاف فقال لبجير: الق هذا الرجل وأنا مقيم لك ها هنا فانظر ما يقول. قال: فقدم بجير على رسول الله ﷺ فسمع منه فاسلم، وبلغ ذلك كعبًا فقال:
ألا أبلغا عني بجيرًا رسالة ... على أي شيء ويب غيرك دلكا
على خلقٍ لم تلق أمًا ولا أبا ... عليه ولم تدرك عليه أخا لكا
قال فبلغت أبياته رسول الله ﷺ فأهدر دمه، وقال: " من لقى منكم كعب بن زهيرٍ فليقتله ". فكتب إليه بجير أخوه: إن رسول الله ﷺ قد أهدر دمك. ويقول له: انج وما أرى أن تنفلت. ثم كتب إليه بعد ذلك يأمره أن يسلم ويقبل إلى رسول الله ﷺ، ويقول له: إنه من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، قبل منه رسول الله وأسقط ما كان قبل ذلك. فأسلم كعبٌ وقال القصيدة التي اعتذر إلى رسول الله ﷺ فيها:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
1 / 68