مجالس في تفسير قوله تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم}
مجالس في تفسير قوله تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم}
ژانرها
وحكى معناه الإمام شيخ الإسلام أبو زكريا النواوي رحمة الله عليه فقال: قال العلماء: لأنه إذا حصل للإنسان من رحمة واحدة في هذه الدار المبنية على الأكدار: الإسلام والقرآن والصلاة والرحمة في قلبه وغير ذلك مما أنعم الله تعالى به، فكيف الظن بمئة رحمة في الدار الآخرة، وهي دار القرار ودار الجزاء؟! والله أعلم. قاله في ((شرح صحيح مسلم)).
وهو من أجل مصنفاته التي رفعها الله وشهرها، وبإخلاصه ونيته الصالحة نفع بها من قرأها أو كتبها أو نظرها.
ولقد كان مصنفها الشيخ محيي الدين على غاية من الزهد والتقوى والورع، ومحبة أهل السنة، ومجانبة أهل البدع، معمور الأوقات بالقرب لله والطاعات، مع إفادته العلم النفيس، وبما يصنعه ويلقنه في التدريس، ولقد درس بهذه الدار دار الحديث حين وليها بعد الشيخ شهاب الدين أبي شامة في سنة خمس وستين وست مئة، وكان رابع من وليها، ولم تزل بيده إلى أن توفي بعد رجوعه من بيت المقدس في شهر رجب سنة ست وسبعين وست مئة ببلده نوى، وبها دفن رحمة الله عليه.
ولم يتناول من معلوم دار الحديث شيئا، وأتي مرة بمعلومها فلم يأخذه وقال: اشتروا به بسطا للمكان، ففعلوا، فكان يجلس على تلك البسط أيام الدروس إلى أن ولي دار الحديث العلامة شيخ الإسلام تقي الدين أبو الحسن علي بن عبد الكافي السبكي، وكان عاشر من وليها، وأول مباشرته إياها كان يوم الأربعاء سابع شهر ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين وسبع مئة، فأخبر خبر تلك البسط، وأن الشيخ محيي الدين النواوي كان يمشي عليها ويجلس، فتبرك السبكي بها: كان يطوف ويصلي عليها وينشد ما أنشدنا أبو اليسر أحمد بن عبد الله بن محمد الأنصاري مشافهة بالإجازة قال: أنشدنا العلامة قاضي القضاة تقي الدين أبو الحسن علي بن عبد الكافي السبكي من لفظه لنفسه:
صفحه ۱۵۰