============================================================
14مفانيح الاسرار ومصابيح الآبرار (يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مفجورا " وتركهم على ما هم عليه كما ترك هارون - عليه اللام - قوم اخيه موسى بعد إلفاء الحجة عليهم، واعتذر عن اخيه بقوله: إنى خشيت أن تقول1 فرقت بين بني إشرائيل2 ولم ترقب3 قولي)، وبقوله: (قال ابن آم إن القوم اشتضعفوني وكادوا يقتلونني فلاتشمت بي الأغداء ولاتجعلني مع القوم الظالمين).
فترى يا أخي لو أنصفتني أن النبي -صلى الله عليه وآله - يوحى إليه مثل هذا القرآن؛ فيتركه متفرقا في الأكتاف وفي الأوراق ولحاء الشجر وصدور الرجال؛ فلايشير 155- إلى من ثق به إشارة، وهو يعلم أن مثل ذلك المتفرق لو لم يجمع، ذهب هملا وتفرقي الناس به بعد أن أزل سببا لجمع الناس به واتباع ما فيه؛ وقد قال الله تعالى: (اتبعوا ما أنزل إليكم من ربيكم ولا تتبغوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون* أو أشار وأمر وعرف كيفية الترتيب من التقديم والتآخير؟! فمن4 الذي تولى ذلك على منهاج النص والاشارة؟
ومن المعلوم أن الذين تولوا جمعه كيف خاضوا فيه، ولم يراجعوا أهل البيت -علهم اللام- في حرف بعد اتفاقهم على أن القرآن مخصوص بهم وأنهم أحد الثقلين في قول النبي -صلى الله عليه وآله - : "إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي -وفي رواية: أهل بيتي -ما إن (68) مسكتم بهما لن تضلوا، وإنهما لم يفترقا حتى يردا علي الحوض."181) بلى والله، إن القرآن محفوظ لقوله تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)، و اننما حفظه بحفظ أهل البيت؛ فإنهما لا يفترقان قط: فلا وصل القول ينقطع لقوله تعالى: (ولقد وصلنا لهم القول" ولاجمع*النقلين يفترق لقوله تعالى: (إن علينا جمعه وقرآنه) فسخته إن كانت عند قوم مهجورة، فهي - بحمد الله - عند قوم محفوظة مستورة، بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ).
ولم ينفل عنه -عليه اللام - إنكار على ما جمعه1 الصحابة رضوان الله عليهم - لاكما قال عثمان: "ارى فيه لحنا وستقيمه العرب"؛ ولاكما قال ابن عباس: "إن الكاتب كتبه وهو ناعس""، بل كان يقرا من المصحف وبكتب بخطه من الآمام: وكذلك الأئمة من ولده -عليهم 3. س: لم يرقب.
2. س: بني اسرايل.
1- : يفول.
س مه.
4، س: فمتي 5، س:3 و.
ليتهنل
صفحه ۸۰