============================================================
مفدمة المؤلف5 ولفد كانت الصحابة -رضي الله عنهم - متففين على ان علم القرآن مخصوص باهل البيت - عليهم السلام - إذ كانوا يسألون علي بن أبي طالب -رضي الله عنه - : "هل خصصتم اهل الييت دوننا بشيء سوى القرآن؟" وكان يقول: "لا والذي فلق الحبة وبرا السمة إلا بما في قراب سيفي هذا"(6) الخبر. فاستتناء القرآن بالتخصيص دليل على إجماحهم بأن القرآن وحلمه - تنزيله (1) وتأويله -مخصوص بهم؛ ولقد كان حبر الأمة1 عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- مصدر تفسير جميع المفسرين، وقد دعا له رسول الله -صلى الله عليه وآله -بأن قال: "اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل":(1) فتتلمذ لعلي -رضي الله عنه - (8) حتى فقهه في الدين وعلمه التأويل.
ولقد كنت على حداثة سني أسمع تفسير القرآن من مشايخي سماعا مجردأ حتى وفقت فعلقته (4) على أستاذي2 ناصر السنة، أبي القاسم سلمان بن ناصر الأنصاري (10) رضي الل نهما- تلقفا، تم أطلعني [من] مطالعات3 كلمات شريفة عن أهل البيت وأوليائهم -رضي الله نهم، على أسرار دفينة وأصول متينة في علم القرآن، وناداني من هو في شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة الطيبة: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ). فطلبت الصادقين(11) طلب العاشقين؛ فوجدت عبدأ من عباد الله الصالحين (16) كما طلب موسى -عليهاللام- مع فتاه؛ (فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما)،(13) فتعلمت منه مناهج الخلق والأمر، ومدارج التضاد والترتب، ووجهي العموم والخصوص، وحكمي المفروخ والمستأنف:(14) فشبعت من هذا المعا الواحد دون الأمعاء التي هي ماكل الضلال، ومداخل الجهال؛ وارتويت من مشرب التسليم بكأس كان مزاجه من تسنيم؛ فاهتديت إلى لسان القرآن: نظمه وترتيبه، وبلاغته -12- وجزالته، وفصاحته وبراعته، وهو على رتبة فوق مراتب كلام العرب، كماكان كلام العرب على رتبة فوق ساير لفات الناس، و"كماكان نطق الإنسان على رتبة فوق منطق الطير وأصوات الحكل(15)، وكل مرتبة معجزة لما دونها من المراتب.
3. -: مطالعات.
1- س: الله.
4، س: رضي الله عنهما.
ليتهنل
صفحه ۷۱