============================================================
تفسير سورة البقرة/275 وقال ابن المسيب: إنه كان من بني الجان؛ فتبنته الملائكة حين أمروا بنفيهم من الأرض وكان صغيرا، فنشأ بين الملائكة، فكان منهم، كما يقال: مولى القوم منهم؛ وقالوا: إنما استثتي - 1119- إبليس من الملائكة وليس منهم، لأنه أمر بالسجود معهم بخطاب آخر. وقوله: ( أبى) دليل على أنه كان مامورا، وليس بممتنع جواز الاستثناء من غير الجنس، كماقال تعالى: (ما لهم [يه] من علم إلا اتباع الظن)؛ ومن ذهب إلىالقول الأول يقول في قوله: (كان من الجن) أي ضالا كما أن الجن كانوا ضالين. قاله الزجاج في الجواب؛ وقد قيل: معناه من قييل "من الملائكة" يقال لهم: الجن خلقوا من نار السموم، أو كانواخزان الجنة، فنسبوا إليها، كما يقال: مدني وبصري؛ ولا يبعد أن يكون الله سبحانه حينا لعنه واهبطه إلى الآرض ركب فيه الشهوة، كما غير صورته واسمه وحصلت له ذرية، وقدفعل بهاروت وماروت مثل ذلك.
فإن قيل: أليس الله تعالى قال: (لا يغصون الله ما أمرهم)؟ فلو كان من الملائكة لما خالف أمر الله. قيل في الجواب: إن هاروت وماروت كانا من الملائكة وعصيا، وهذا ليس يغني؛ فإن السائل ينازع في كونهما ملكين عصيا، والإشكال في الموضعين على السواء : ل فلابد إذا من تخصيص قوله: (لايفصون الله ما أمرهم) بجماعة من الملائكة، أو إخراج ابليس من جملة الملائكة، أو حمل ذلك على أن خلق فيه النفس الغضبية التي ينشأ منها الكبر، كما خلق النفس الشهوية في الملكين، وسيظهر هذا الجواب في ذكر الاسرار.
و قوله: (أبى)1 أي امتنع فلم يسجد: (واشتكبر) أي تكبر وتعظم عن السجود لآدم.
قال ابن عباس والكلبي ومقاتل والحسن2: قوله (وكان من الكافرين) أي في سابق علم الله تعالى.
قال الحسن: كان من الكافرين وليس قبله كافر كماكان من الجن وليس قبله جن.
قال ابن عياس في رواية أبي صالح: كان من الكافرين في علم الله فلم يستطع السجود.
وقال مقاتل: كان من الذين وجبت لهم الشقاوة.
وقال القرظي: ابتدا الله خلق إبليس على الكفر والضلالة؛ فعمل بعمل الملائكة؛ فكان مصيره إلى ما بدأ خلفه.
1. في الهامش عنوان: اللغة.2. في الهامش عنوان: التفير.
ليتهنل
صفحه ۳۴۱