282

============================================================

1216 مفاتيح الآسرار ومصابيح الآبرار كان منازعا للنبوة الأمية، ولو كان منازعا ماكتب إليه - صلوات الله عليه -: أما بعد فإن الأرض بيني وبينك نصفين؛ فما أمكنه أن يدعي النبوة كما يدعيها النبي، ولاعرف ذلك؛ ومتى تيتر ل غير النبي دعوى النبوة على وجه تصح تلك الدعوى؟ ومتى ينحقق لغير الإنسان دعوى الانسانية على وجه تصح تلك الدعوى؟! فمتى قال مسيلمة أنا الذي بشر بي جميع الآنبياء قبلي، وسبيلي سبيلهم وكتابي مصدق لكتابهم ودعوتي إلى التوحيد ونفي الأنداد دعوتهم: (تعالوا إلى كلمة سواء بيتنا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولايتخذ بغضنا قضا أزبابا من ذون الله) وممن أخذ مسيلمة دينه؟ وإلى من سلم دينه؟! فمن قبله ومن بعده؟! إنما جوابه: (إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده). أظننت أن النبوة ملك ا ا لا ا لا ا ا ادل على صدق المدعي وأقطع للسان المنكر.

وسر آخر: أن الآية المذكورة التى نحن في تفسيرها بظاهرها ومعانيها إخبار عن فطرة المدعو اليه، بحيث لايمكنه إنكار ذلك؛ فالريب لم يتحقق في تقربر النبوة والتوحيد؛ إذ ثبت بالفطرة آن المخبر صادق وأن الخبر عن التوحيد ونفي الأنداد صدق، ولذلك أخبر التنزيل بلطف التقرير: (قلا تجعلوا لله أندادأ وأنتم تغلمون)، فلايمكنكم الشك فيه بعد العلم، وإنما الريب أن اعترض لكم فيما أنزلناه على عبدنا أنه افتراه من عنده أو تعلمه من غيره.

فإن كان الريب في الافتراء: (أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر شور مثله مفتريات واذعوا من اشتطغتم من ذون الله):وقالهاهنا: (وإنكنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بشورة من مثله واذعوا شهداءكم من ذون الله): وإن كان الريب من جهة التعلم من غيره فقد علمتم حاله من منشأه إلى مبعثه أنه نشأ أميا لم يقرأكتابا ولا اختلف إلى أحد من أهل ل العلم؛ وإن قلتم (إنما يعلمه بشر)، ف(لسان الذي يلحدون إليه أغجمي وهذا لسان عربي بين)، (فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا) أي لن تقدروا على ذلك، كماقال : (فإن لم تفعلوا) وعلموا آنما آنزل بعلم الله وأن لا إله إلا هو، وهاهنا: (فاتقوا النار التي وقودها الناش والحجارة).

ليتهنل

صفحه ۲۸۲