277

============================================================

نسير سورة البقرة/399 قال أبو عبيدة وابن الأعرابي: -89 ب - فسميت سور القرآن لأن كل سورة منزلة رفيعة يرتفع القاري منها إلى سورة ومنزلة أخرى؛ وقيل: إنها مأخوذة من سؤر الشراب، وهي بقيته وقطعة منه إلا أنها لماكثرت في الكلام ترك فيها الهمزة.

وقوله: (من مثله)، فيجوز أن تكون "من" صلة كقوله: (قل للمؤمنين يقخوا من ابصارهم)، ويجوز أن تكون للتبعيض؛ لأن التحدي إنما وقع ببعض القرآن وهو السورة هاهنا؛ والكناية ترجع إلى "ما" في قوله: (مما نزلنا يدل عليه قوله: (فلياتوا بحديث قله) وقوله: (قأتوا بعشر سور مثله). هذا قول مجاهد وقتادة.

ومجازه: فأتوا بسورة من الجنس الذي تنسبون إليه هذا الكتاب، وقول مثل هذاالقرآن؛ و "من" على هذا القول للتبعيض؛ ويحتمل أن يكون المعنى فأتوا بسورة مثل سور القرآن في بلاغتها ونظمها وفصاحتها وما فيها من اخبار الغيب، وعلى هذا "من" زبادة؛ وتاويل جملة الكلام فأتوا بحجة تدفع حجته. قال الكلبي: "من مثله" أي من التوراة والأنجيل؛ وقال اين عباس في رواية عطاء: "من مثله" أي من مثل الأنداد التي جعلتموها شركاء لي؛ وقال بعضهم: الكناية ترجع إلى النبي -صلى الله عليه وآله - ، أي من رجل أمي لايحسن الكتابة والقراءة، وقد نشأ بين أظهركم وعرفتم طريقته من مولده إلى مبعثه، لم تخف أحواله عليكم. فان كان تهيا لمثله مثل هذا النظم الغريب والفصاحة والجزالة والبلاغة فأتوا بسورة من رجل في مثل حاله.

ثم اختلف العلماء في السورة التي يقع بها التحدي.1 فقال بعضهم: يجب أن تكون مثل سورة البقرة أو سورة يونس وهود؛ وقال بعضهم: يجب أن يكون هو اكبر من الآيات الكبيرة في القرآن، مثل أية الدين؛ وقال بعضهم: ما من سورة في القرآن إلا ويجوز التحدى بها؛ وقال بعضهم: ينبغي أن تكون سورة يتبين فيها النظم والجزالة لكل من عرف وجوه النظم والجزالة ا ا ا ا ا على المبين؛ فيجب ان يكون الرجل العالم مبينا وجه الاعجاز فيه.

1. في الهامش عنوان: المعاني.

ليتهنل

صفحه ۲۷۷