187

============================================================

تفير سورة البقرة /121 من العلم والقدرة والإرادة، وإليها استناد الابداع والتكوين، ولديها اسباب الخلق والاحداث؛ فوزعت الحروف التي هي مباني المعاني على الأمر والخلق نصفين؛ فصار نصفها على اختلاف التراكيب إشارة إلى الأمريات؛ ولهذا قرنت مظاهرها تارة بالكتاب واياته، وتارة بالقرآن وبيناته، وتارة بشخص من أشخاص الكمال ومعجزاته؛ ولهذا حسن اقرانها بذلك وتلك؛ فإن من أطلع خالصته على سر من أسراره، ثم رمز إليه بعبارة مجملة، حسن أن يشير إليه بذلك، كأنه يشير إلى غائب، وذلك وجه النظم بين "الم" وبين "ذلك الكتاب" وكذلك بين "الر" وبين "تلك أيات الكتاب"".

1. وأما النصف الثاني من جملة الحروف وهي: "ب ت ث ج خ د ذ زش ض ظرغ ف و" في مما يتعلق بالخلقيات وأسبابها ومبادئها، وقد حصروا المبادي في ثلاثة على قول أكثر الحكماء، وهي العقل والنفس والعنصر: وربما عبروا عن العنصر بالهيولى؛ فالنصف الأول بعد إتمام الألف وخلفه يدل على تلك المبادي. "الباء" إشارة إلى العقل الأول ولها نقطة واحدة تحتها تدل على وحدة العقل، و"التاء" إشارة إلى النفس التانية للعقل ولها نقطتان فوقها تدل على ثتوة التفس، و"التاء" إشارة إلى العنصر، ثالث الثلاثة، ولها نلاث نقط فوقها دل على ثلاثية العنصر -47 ب -. فأما وحدة العقل فمن فيض الأمر: (وما أمرتا الا واجدة) ونور العقل منه: (كلفح بالبصر). وأما ثنوة النفس فمن فيض الأمر والعقل: فيحصل الازدواج بين العقل والنفس بولاية الأمر، وحكمهما حكم السماء والأرض في الازدواج، وحكم المؤدي والقابل، والفاعل والمنفعل، والذكر والأنثى، والاتحاد والامتزاج، قالالله تعالى: (والسماء بنيتاها بأيد وإنا لموسغون والأزض فرشناها فنغم الماهدون ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون)؛ فالقلم واللوح مزدوجان، والعقل والنفس مزدوجان، كالسماء والأرض؛ وأما ثلاثية العنصر فمن فيض الآمر والعقل والنفس، ليحصل مادة العالم كله. و(طسم) للصور كلها: فيكون لها محض القبول والاستعباد لمجاورة النفس، ويفيض عليها أفضل الأشكال والصور من العقل، ويختص بها أدوم الحركات ليتهنل بالأمر. قال الله تعالى: "ثم اشتوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض اثتيا طوعا أو كوها قالتا أتينا طائعين) والعقل والنفس والطبيعة ليست من عبارات الشرع، وهي من

صفحه ۱۸۷