============================================================
148مفاتيح الآسرار ومصاييح الآبرار الفاعدة لم يتعلق من القرآن بالسمع والحديث إلا أسباب النزول فقط، والباقون قد فسرواا القرآن برأيهم إما نظرا في الأصول، وإما اجتهادا في الفروع.
ولو تدبر متدبر آيات القرآن لم يجد فيها اية واحدة يستغنى فيها عن خبر وتوقيفي، وإلا فيكون التفسير والتأويل فيها على ظن وحسبان وإن الفارقين بين التفسير والتأويل لما لم يذكروا أقسام التفسير وأقسام التأويل لا لم يتحقق ببيانهم الفرق بينهما. فلربما لايتقابل قسمان منهما؛ فلايكون الفرق بينهما صحيحا؛ وقد وضع بعضهم التنزيل والتأويل متقابلين، ووضع بعضهم الظاهر والتأويل متقابلين، ووضع بعضهم الظاهر والباطن متقابلين، والتفسير والتأويل متقابلين.
وقد يتفق اللفظان في المعنى؛ فيكون التفسير تأويلا والتأويل تفسيرا، والظاهر باطنا والباطن ظاهرا.
وقد يختلف اللفظان في المعنى؛ فيكون التفسير غير التأويل، مثل قوله تعالى: (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام).
و لنذكر هاهنا أقسام التأويل بعد تحقيق معناه. فما قيل فيه إنه مشتق من "الآول" وهو الرجوع، فهو صحيح؛ وعليه العامة، وقد قيل فيه إنه مشتق من "الأول" المقابل1 للآخر.
فقال بعض كبار الأئمة -رضي اللهعنهم-: "التأويل رد الشيء إلى أوله، كما أن التآخير دفعه إلى آخره." وهذا كلام متين، أسلوبه كلام النبوة؛ ولماكان مال كل شيء إلى أوله، قيل فيه إنه تأويله، وإنه مشتق من الأول وهوالرجوع.
ثم التأويل المذكور في القرآن على أقسام: منها تأويل الرؤيا بمعنى التعبير: (هذا تأويل روياي من قبل): ومنها تأويلالأحاديث: (ويعلمك من تأويل الأحاديث)؛ ومنهاتأويل الأفعال: (ذلك تأويل ما لم تشطع2 عليه صبرا )؛ ومنها الرد إلى العاقبة والمآل: (هل ينظرون إلا تأويله)؛ ومنهاالردإلى الله والرسول: (وإن تتازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليؤم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا": (أنا أنبيكم بتأويله فأزسلون) ومنها تأويل المتشابهات: (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما 2. س: لم يستطع.
1. س: المقاتل.
ليتهنل
صفحه ۱۱۴