دعي باسيليوس الشاهيات
فزر إن شئت بالتاريخ تنجو
مقام البكر سيدة النجاة
وسنة 1854 أضيفت زحلة إلى أسقفية سلفكية (صيدنايا ومعلولا) وسيم عليها الطيب الذكر المطران متوديوس صليبا اللبناني، فجاء زحلة ولبث فيها مدة ثم طاف على الرعية وعاد بعد سنة وشرع ببناء الدار الأسقفية قرب الكنيسة المذكورة.
35
وفي آذار سنة 1854م صار غلاء شديد فبيع مد الحنطة من 22-26 غرش، والشعير باثني عشر غرشا، والذرة الصفراء من 17-18 غرشا. وفي شهر نيسان من تلك السنة فك قسم من قالب عقد سيدة النجاة. وفي يوم الخميس في السادس منه كان سبعة من الفعلة يحفرون أساسا في شمالي الكنيسة لجهة بيت شبيب في زاوية الحائط، فانهال عليهم التراب وأخرجوا موتى والذين نعرفهم منهم هم منصور بن فرح النبكي، ونادر بن دعيبس دعيج، وإبراهيم أبو شحود. وخليل بن جرجس توما.
ويوم السبت في 24 تموز من تلك السنة سار جمهور من زحلة إلى الزبداني والنبي شيت وسرعين وغيرها تفتيشا على الأمير حسين الحرفوشي؛ لأنه ضرب أحد سكانها وأجرى أنسباؤه الحرفوشيون بعض تعديات عليهم في زمن حكم الأمير سلمان. وعادوا يوم الاثنين إلى بلدتهم بدون قتال.
ويوم الخميس في 29 تموز جاء المستر ريتشرد وود قنصل إنكلترة في دمشق، وأصلح بين الزحليين، والأمير سلمان الحرفوشي وبعض أنسبائه، وذلك في قرية بدنايل قرب زحلة.
وفي 11 أيار من هذه السنة توفي الأمير حيدر إسماعيل اللمعي قائم مقام النصارى في صربا (كسروان) عن 65 سنة بمرض الفالج ونقل إلى بكفيه، وأقيم له مأتم حافل حضره وجوه الزحليين برجالهم، ودفن فيها وخلفه بالوكالة ابن أخيه الأمير بشير عساف اللمعي تسعة أشهر، ثم أسندت قائمية المقام إلى الأمير بشير أحمد اللمعي، فهنأه الزحليون حسب العادة، وانقسم المتنيون بل سكان قائمية مقام النصارى إلى حزبين عرفا بالعسافي والأحمدي، حسب انتمائهما إلى أحد الأميرين كما سترى.
ويوم السبت في 19 آذار سنة 1855 قدم زحلة الأمير بشير أحمد وأبناء عمه الأمراء أمين ويوسف وأسعد وخليل، فجرى لهم استقبال حافل سر به الأمير جدا، ولم يلبث أن ابتاع بعض البيوت في قلب المدينة وشرع بهدمها ليبني قصرا (سرايا) للحكومة فيها. فاستوقفته عمشاء أم خديجة التي لم ترض أن تبيعه بيتها، فأراد أخذه منها قهرا فرفعت دعواها إلى المرجع الأعلى؛ ونجحت فأخفق الأمير سعيا ولم يتم ذلك القصر بعد أن بنى بعضه، ولن يزال إلى يومنا قائم الجهة الشرقية غير كامل.
صفحه نامشخص