هناك ولت عداه من سطاه كما
ولى الضباب ولكن قل من سلما
هناك كم جثث فوق الثرى سقطت
من العداة وكم من مفرق حسما
وكم شجاع قضى في نهرها غرقا
وذو السلامة فيها فر منهزما
وكم وكم شردت خيل وكم فرغت
سروجها إذ غدت فرسانها رمما
ثم بعد عودة الزحليين من هذه الموقعة وغضب الدولة على عبد الله باشا والأمير بشير، خافوا من عسكر الدولة الذي جاء إلى البقاع للاقتصاص من الأمير ورجاله الأمراء اللمعيين والمشايخ الجنبلاطيين، ورحلوا إلى لبنان مدة إلى أن أمنهم درويش باشا، واستعادهم إلى بلدهم فعادوا إليها مطمئنين، وكانوا يترقون يوما فيوما ذائعين شهرة ببسالتهم.
ولما شهد الأمير بشير بسالة الزحليين ازداد محبة لهم، وأقام لهم شيخين يوسف الحاج شاهين وإبراهيم مسلم الملقب بأبي عبد الله. ووكل إليهما إدارة شئون البلدة، فكانت زحلة إذ ذاك أشبه بجمهورية صغيرة يحكمها شيوخها بإدارة هذين الشيخين. ولما كان الزحليون قد ذاقوا لذة الظفر أخذوا يناظرون الدروز الذين كانوا مستبدين فيهم من قبل، وكذلك كانوا يناوئون الأمراء الحرفوشيين الذين كانوا يأخذون بيد الدروز لإذلال الزحليين. ولكن لم يطل الوقت حتى ذهب الأمير بشير إلى مصر للتوسط لعبد الله باشا ليبقى والي عكاء وعاد غانما، فسر الزحليون وذهبوا إلى بيت الدين وهنأوه فوعدهم بالمساعدة وسر بهم.
صفحه نامشخص