ونالوا الحظوة عند الأمراء الشهابيين، فنفذت كلمتهم عندهم وتزوج الأمير حيدر رأس الشهابيين وحاكم لبنان بالأميرة طفلا ابنة الأمير حسين اللمعي،
13
وزوج أخته الأميرة غضية بالأمير عبد الله اللمعي،
14
وأقطعه قاطع بيت شباب، وأعطى الأمير مرادا بن المقدم محمد اللمعي نصف حكم المتن وبسكنتا،
15
وتزوج بوالدته أم محمد
16
التي كانت مترملة إذ ذاك وأحبه كثيرا ووسع إقطاعه مكافأة على بسالته وإكراما لزوجته، وهكذا دخلت زحلة في إقطاع اللمعيين، وصارت من أملاكهم فبدءوا منذ الآن يستعمرونها.
وكانت زحلة في القديم تابعة للبقاع، وبعلبك تحت حكم الشام، لاتجاهها إلى السهل واتصالها به، ولا سيما أن لبنان الغربي بقي مدة يحده منقلب الماء الشرقي من الجبل. ثم قسمت معاملة لبنان إلى اثنتين؛ إحداهما معاملة صيداء، والثانية معاملة طرابلس. فالأولى كانت من جسر المعاملتين تحت غزير في كسروان المسمى بالمعاملتين؛ لأنه تخمهما إلى نهر الأولى عند صيداء. ومعاملة صيداء هذه صارت سنة 1660 وزارة، وصار حاكمها يلقب بالباشا، وأول من استمد لها ذلك أحمد باشا الكبرلي والي دمشق، فولى عليها علي باشا الدفتردار واستوزره، وتوالى عليها الوزراء. وكان يتبعها من المقاطعات الشوف والجرد والمتن والغرب وكسروان وإقليم جزين وإقليم الخروب. وبزمن الشهابيين سنة 1700 امتدت ولايتها من جسر المعاملتين إلى صفد.
صفحه نامشخص