وهو على جانبي النهر وفي الأماكن الرطبة، فإذا كثر والتف سمي مجموعه غيضة وجمعها غياض، وخشبه يتخذ للجوائز (الجسور) والروافد (ما يوضع فوق الجسور في السقف) ونحوهما، وهو ممشوق قوي على حمل الأثقال والرطوبة، ومن خواصه أنه لا ينحني ولا ينقصم بسرعة مثل الصنوبر وغيره، وتجارته مهمة كما سترى.
وفيها بقايا الزيتون القديم، وكان كثيرا في بلاد البقاع وبعلبك التي سماها الأقدمون أهراء (حواصل) رومية، ولا سيما بستان قرب دير القديس إلياس الطوق، وفي بعض جهات من المدينة.
وفيها التوت ويكثر في البساتين فوق مرج عرجموش (الفيضة)، وعلى ورقه يربى دود الحرير، وقد يكون حسن النتاج في بعض السنين، وأما ما يربى منه في المدينة ففيالجه (شرانقه) أفضل مما يربى في البساتين لجودة الهواء وجفافه.
وفيها يكثر الزيزفون، وهو عطري الرائحة يتخذ زهره لمداواة السعال ونحوه. أما الفواكه فكثيرة أهمها التين والخوخ والمشمش والرمان والتفاح والإجاص والجوز واللوز وأفضلها العنب، وهو مشهور معروف يحمل إلى جميع الجهات وألذ أنواعه التفيفيحي، وهو أشبه بالتفاح منظرا وطعما، ويكون أبيض وأحمر يدوم طول السنة إذا وقي من الثلج والجمد (الجليد)، وأكثره من المتعرشات التي تغرس في الدور والفسحات. وأما النوع العبيدي فكثير لذيذ يصلح للعصر وللزبيب، ومثله الصوري في الكثرة والدربلي والجبيلي والمقصاص «وهو الذي يسمى في غير زحلة بالمرويح». ومن أنواعه الجيدة الزيني وعنب المير «الأمير» والقاري وقرن الوعل وبيض الحمام ومخ البغل والعاصمي وخدود البنات، ومعظمه من المتعرشات. أما الأسود اللون منه فأجوده المريمي والصبيغ إلى غير ذلك، وجميعه لذيذ الطعم جميل المنظر يصدق عليه قول الشيخ أحمد البربير: «زحلة حازت» عنبا
يضرب فيه المثل
كأنه لآليء
يصان فيها العسل
ويباع هذا العنب للأكل ويصنع منه الزبيب ولا سيما من الدربلي، ويعصر الخمر ويستقطر الكحول (العرق) من الأنواع الأخر.
أما بقولها ونباتاتها فكثيرة، ومن الأولى الكرنب والملفوف والخيار والقثاء والباذنجان واللفت والخس والرشاد والفجل والبنجر (الشوندر) والجزر والقرة والجرجير وغيرها. ومن الثانية الزوفي والخطمية وحي العالم اللاكوني والكثروم الخطي الورق والسميرنيوبسس السوري، كما في نبات سورية وفلسطين للدكتور پوست الأميركي. ومن رياحينها الورد وهو كثير عطري يستقطر ماؤه والبنفسج والبابونج والنرجس والإقاح والزعفران وشقائق النعمان وغيرها، وبعد جر المياه إليها كثرت الأزهار والنباتات والأشجار الإفرنجية.
ويزرع فيها من الحبوب الحنطة والشعير والرطبة (الفصفصة أي الفصة) والقطاني، وفي القديم كان يزرع حب الدخن. ولن تزال عين الدخن قرب سراي الحكومة دليلا على ذلك. وكذلك كانت تزرع الحشيشة (القنب الهندي) التي تستعمل في مصر للسكر والتنباك والتبغ وغيرها. وعلى الجملة فإنك تجد فيها نباتات السهل والوادي والجبل، وأنت لا تشعر أنك انتقلت من منطقة إلى أخرى بتغيير في الإقليم.
صفحه نامشخص