فكان أول مدير (قائم مقام) تولى إدارة شئونها الأمير عبد الله أبو اللمع سنة 1861، وسنة 1862 سارت العربة بينها وبين بيروت. ويوم الأحد في 10 ك 2 سنة 1864 توفي السيد باسيليوس شاهيات أسقف الروم الكاثوليك عن نحو 67 سنة صرف معظمها في خدمة هذه المدينة وعمرانها ونجاح سكانها، فدفن بعد ظهر ثاني يوم الاثنين باحتفال يليق به.
2
ويوم الثلاثاء في 26 ك 2 من هذه السنة جاء زحلة داود باشا متصرف لبنان، فعزل مديرها الأمير المذكور، ونصب عوضه سليم الصوصه الكاثوليكي من دير القمر، ورتب فيها مجلسين إدارة وجزاء «جناية»، وعين للأعضاء رواتب كما كان الحال في جميع لبنان.
وفي شهر أيار من تلك السنة صارت مساحة عقاراتها. وفي 15 أيار من تلك السنة زارها أولاد ملكة الإنكليز (ڤكتورية) ونزلوا في خيامهم على البيادر واستقبلوا بحفاوة. وفي 8 تموز سنة 1865 عزل الصوصه ونصب عوضه حنا زلزل من بكفيه، وسمي قائم مقام فصارت زحلة قائمية مقام
3
إلى يومنا. وزارها جميع المتصرفين وكثير من المشاهير، وسنة 1866 كان الخوري جرجس عيسى الزحلي رئيسا للمدرسة البطريركية في بيروت التي شيدها،
4
وسنة 1867 غرم الزحليون بمائة ليرة فرنسية لمخاصمة بعض أسرهم وعمروا جسر الصلح، وسنة 1868م نصب فرنكو باشا وسلخ البقاع عن زحلة، فصارت قائمية مقام بنفسها ، وأنشئ فيها تلغراف بخمسة أسلاك إلى بيروت وبعبدا وبيت الدين وبعلبك ودمشق. وسنة 1870 اشتد غلاء الحبوب فيها، فبيع مد الحنطة بأربعين غرشا فأصدرت زحلة نحو أربعين ألف مد معظمها إلى دمشق وحوران. وسنة 1873 من 25 كانون الأول إلى 6 نيسان سنة 1874 كان سقوط الثلج متواصلا، فسدت الطرق وضويق الناس والمواشي، وبيع جوالق (يالق أو خيشة) التبن بستين غرشا، ورطل الفحم بغرشين ونصف، ورطل الأرز باثني عشر غرشا، وارتفعت جميع أسعار الحاجات.
وفي شهر أيار صار ثمن مد الحنطة ثلاثة وثلاثين غرشا، والذرة خمسة وعشرين، والشعير خمسة عشر غرشا. وسنة 1879 نظم رستم باشا فيها المفوض البلدي (المجلس البلدي)، وخصص له ثلث دخل الحسبة ودخلا آخر وافرا، ورتب الذبحية غرشا على كل ذبيح. وسنة 1880 كثر الغلاء والثلج والبرد وضويق الزحليون. وسنة 1882 نشبت الحوادث العرابية في القطر المصري، فجاء زحلة كثير من سكانه فلاقوا من كرم الوفادة وحسن الحفاوة ما حملهم على قصد ربوعها في كل عام للاصطياف، وكان ذلك بدء قدوم المصريين إلى زحلة ولا سيما في السنة التالية، إذ تفشى الهواء الأصفر في مصر وسورية. وفي شتاء هذه السنة كان صاحب الدولة فوزي باشا السر عسكر العثماني مسافرا من دمشق إلى بيروت فأوقفته الثلوج الكثيرة في شتوره، فأمر رستم باشا الزحليين أن يرسلوا فعلة لجرف الثلج من أمامه ويدعوه إلى زحلة فنزل فيها ضيفا كريم المثوى، وحضر الامتحان الانتصافي في المدارس الأسقفية الكاثوليكية، فسر جدا من نجاح الطلبة وخطب فيهم محرضا إياهم على الاجتهاد.
وسنة 1883 أبدل أعضاء المفوض البلدي الشيوخ بشبان وبدئ بمد طريق العربات منها إلى المعلقة متصلة بطريق بعلبك، وبنيت القنوات (السياقات) لحمل الأقذار. ترتب على كل مكلف (من يدفع المال الأميري) ريال مجيدي وعلى كل ذبيح (رأس غنم) خمسة غروش أنفقت في إصلاح البلدة. وسنة 1884 في شهر نيسان ذهب أول مهاجر زحلي إلى أمركة واسمه حبيب أبو جودة، فانفتح لسكانها باب المهاجرة، وفيها إذن السيد أغناطيوس ملوك ببناء كنيسة القديس يوحنا في عين الدوق للرهبنة الحلبية في محلها الحالي. وسنة 1885 أمر واصه باشا ببناء دار الحكومة في محلة البيادر بزمن إسكندر أفندي الحداد الجزيني قائم المقام. فقدمت النفقة من صندوق البلدية وأنجزت سنة 1888 ودشنها واصه باشا في 11 تشرين الأول ونقش على بابها تأريخ بقلم الدكتور بشاره زلزل اللبناني
صفحه نامشخص